أخبارجماعات و جهات

رسالة التنسيقية المحلية باسم الساكنة إلى السلطة

أمام الصمت المريب والتجاهل غير المفهوم الذي تتعامل به السلطات الحكومية على مختلف مستوياتها، مع الاحتجاجات التي تسير في اتجاه التصاعد بمدينة فجيج، وجهت التنسيقية المحلية باسم الساكنة رسالة مفتوحة إلى السلطة، تحذر فيها من تبعات هذا الموقف السلبي الذي لن يزيد الوضع إلا تأزما

سلام تام بوجود مولانا الإمام

وبعد .. باسم سكان مدينة فجيج قاطبة ممن انضموا منذ البداية إلى صف معارضة القرار الخطأ الذي صدر عن مكتب الجماعة بالتصويت لصالح الانضمام لمجموعة الشرق للتوزيع، بتاريخ 1 نونبر 2023، وأصالة عن التنسيقية المحلية للترافع على قضايا مدينة فجيج، وبعد مرور ما يزيد الآن عن شهر من الوقفات الاحتجاجية والمسيرات التي عبرت بها الساكنة بكل أطيافها وانتماءاتها عن رفضها القاطع لتفويت قطاع الماء على الأخص للشركة، انطلاقا من مجموعة من التخوفات التي تستهدف الواقع المعيش للمواطنين ومستقبل الواحة بصفة عامة

بالمناسبة، فقد كانت المسيرة العارمة التي خرج فيها سكان مدينة فجيج يوم الجمعة فاتح دجنبر 2023 بجماهير حاشدة غير مسبوقة في تاريخ المدينة، أكبر دليل قاطع على إجماع أهل فجيج على رفض تسليم مياه الواحة لشركة التوزيع ليبقى المكتب المسير وحده هو الحاضن لهذا القرار، دون سند من الناخبين، الذين لم يستشاروا في الأمر حتى فات الأوان

وإذا كان المكتب المسير للجماعة قد فضل الهروب إلى الأمام، أو اللعب على ربح الوقت في انتظار أن تهدأ الزوبعة وهي لن تهدأ بالتأكيد لا محالة، لأن ألمواطنين عازمون على مواصلة الاحتجاج بكل الوسائل والقنوات القانونية، إذا كان مكتب الجماعة كذلك، فإننا نستغرب  من موقف السلطة المحلية أولا والتي بدل أن تأخذ مسافة مما يقع وتكون حكما وتمارس سلطة الوصاية بالفعل وجدنا السلطة منحازة ومتآمرة على المناضلات والمناضلين من  طرف القائمين على الحراك وتنظيمه والكيد لهم ومحاصرتهم ومحاربتهم كلما سنحت لهم الفرصة، في حين أنهم يمارسون حقا دستوريا يخوله لهم القانون .. ومن غير ذلك، فإن هذه السلطة المحلية أمام كل هذا المخاض الذي يوشك أن يهدد السلم والاستقرار في هذه المدينة المتاخمة للحدود .. أمام كل ذلك، ما رأينا منها ألا الصمت المريب الذي نفهم منه افعلوا ما بدا لكم و نحن هنا قاعدون

 فأول سؤال أصبح يطرحه علينا كل أفراد الجالية الفجيجية المتابعين لهذه القضية .. وكذلك، أطر المدينة على مختلف مواقعهم ومستوياتهم كل هؤلاء أول شيء يسألون عنه وهو ماذا فعلت السلطة المحلية أو السيد العامل نقول لاشيء، وهو ما يعطيهم الانطباع إما أن هذه السلطة محلية وإقليمية عاجزة عن فعل أي شيء في انتظار أوامر فوقية، أو هي مستخفة بالأمر وهي لا تدري ماذا ستحمله الأيام القادمة

  فبصمتكم هذا سلطة محلية وإقليمية وتجاهلكم لاحتياجات الساكنة ومطالبهم العادلة، انتم تستفزون كل المنتمين لهذه البلدة، سواء منهم المقيمين أو المتواجدين في كل بقاع العالم من المغتربين .. وبصمتكم المطبق  هذا تدفعون الساكنة إلى المزيد من التصعيد في الاحتجاج، مما سيهدد حتما استتباب الأمن في هذه المنطقة الحدودية بأي شكل من الأشكال ونحن في غنى عن هذا .. صمتكم وعدم التواصل مع الساكنة للانكباب على حل  المشاكل التي هي من صلاحياتكم ليس من شأنه إلا أن يزيد الواحة تدهورا على كافة المستويات: الاقتصادية والتنموية خاصة وأن المندوبية السامية للتخطيط قد صنفت فكيك مؤخرا أفقر جماعة في المغرب، ويكفي أن نعرف أن 65 خيمة قد  دخلت خلال هذا الشهر إلى المدينة فرارا من قساوة الجفاف ..  وبغضكم الطرف عما يقع أمامكم من أحداث لم تشهدها البلدة من قبل، تكرسون الإبقاء على هذه مهمشة خارج إطار العدالة المجالية التي تضمنها الدولة لكل الجهات في كل القطاعات الحيوية، أو أنكم تريدون الإبقاء على مدينة فجيج منطقة للعقاب والتأديب لسكان ذنبهم الوحيد أنهم بقوا هنا صامدين حارسين للحدود دون مقابل .. وإذا كنتم ترون بأننا لا نفهم شيئا فافهمونا ما لم نفهمه يا سادة .. أما نحن فقد فهمنا فعلا بأنكم فاقدوا الإرادة على فعل أي شيء، وإلا أثبتوا لنا العكس

وبناء عليه، فإننا نحملكم مسؤولية كل ما وقع وما سيقع في المستقبل، والتاريخ بيننا، لن يرحم أحدا والسلام على من اتبع الهدى

عن التنسيقية المحلية للترافع على قضايا مدينة فجيج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق