أخبارمنبر حر

هذا ما اكتشفته في خدمات النقل عبر المدن ببلادي العزيزة ..!

 

عبد الحفيظ بوبكري – مقيم في فرنسا

في جولة ميدانية قادتني داخل وطني المغرب الغالي من وجدة إلى مراكش، مرورا بالدار البيضاء والراشيدية وأسفي والصويرة ومدن أخرى .. تنقلت اعتمادا على النقل العمومي بين المدن .. أردت العيش في تجربة المواطن البسيط،  وأرى بعيني واقع ما يجري في تلك الربوع

ما وقفت عليه يدعو للقلق .. هناك اختلالات خطيرة وخروقات يومية تهدد سلامة المسافرين وتسيء إلى صورة البلاد .. أول ما يلفت الانتباه هو  لا وجود لأي تنظيم .. هناك أشخاص يعرضون التذاكر بجانب الحافلات بشكل غير قانوني، بل يضايقونك ويُصرون عليك لتستعمل حافلتهم، ثم هناك ظاهرة فرض رسوم إضافية على الأمتعة دون سند قانوني، لاميزان ولاتذاكر، وما يسمى ب surcharge أصبح أمرا واقعا يرهق المسافرين دون وجه حق

الأسوأ من ذلك، هو غياب المكيفات داخل الحافلات، في عز الحر يجلس الناس مدكسين في حافلات أشبه بصناديق مغلقة .. والأخطر، أن الحافلات تنقل أكثر من العدد المسموح به .. رأيت بأم عيني ركابا يجلسون  وسط الحافلة بين صفي الكراسي في منظر شبيه بعلب السردين، وبعضهم ظل واقفا لساعات .. هذا السلوك لا يهدد فقط سلامة الركاب، بل يعكس صورة غير حضارية عن النقل بين المدن في المغرب .. فكيف يقبل المواطن على نفسه كل هذه الإهانات ..؟

الحافلات في وضعية مزرية، بعضها متقادم تنبعث منه روائح كريهة وخانقة، لا مراقبة تقنية ولا متابعة إدارية .. السائقون في بعض الحالات يتصرفون كما يشاؤون، دون احترام للوقت ولا للمسافرين

نريد نقلا منظما وآمنا ومحطات واضحة .. تذاكر قانونية .. حافلات مكيفة ونظيفة، ومراقبة صارمة للسائقين والشركات، لأن ما يحدث في النقل العمومي يجعلنا نتساءل: كيف ينظر المسؤولون والإدارات وأرباب الحافلات إلى المواطن ..؟

وهل العلاقة بينهم هي علاقة عمل مشترك تنموي من أجل راحة المواطن، أم تحالف لاستغلاله ..؟

عندما أقارن بين ما يحدث في البلد الأجنبي الذي أقطنه وبين ما يجري في بلادي، أفهم قيمة كل مواطن في بلده

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق