
أنا الصحافي حسن المولوع، أخاطب اليوم الرأي العام الوطني وأضعه أمام واقعة خطيرة تمس حرية الصحافة وحق المواطن في الوصول إلى المعلومة، وتكشف أن هناك من يعتبر الصحافيين أهدافا مباحة لمجرد قيامهم بواجبهم المهني
لقد تلقيت تهديدا مباشرا وصريحا من صفحة تحمل اسم “أخبار الاتحاد”، وهي صفحة معروفة بنشرها الحصري لأنشطة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ما يثبت تبعيتها الواضحة للحزب .. وجاء هذا التهديد عقب نشري لتقارير مهنية بحتة حول نية الكاتب الأول للحزب، السيد إدريس لشكر، الترشح لولاية رابعة
وأؤكد، أنني لستُ منتميا لأي حزب سياسي، ولا أخدم أي أجندة، ولا أتعاطف مع أي تيار، وأن ما أقوم به هو واجب إعلامي مجرد، تحكمه أخلاقيات المهنة وحق المواطن في معرفة الحقيقة
إنني أحمّل السيد إدريس لشكر شخصيا المسؤولية الكاملة عن أي مكروه قد يلحق بي، خاصة وأن التهديد الذي وصلني تزامن مع حملة منظمة شنّها شخص معروف داخل الحزب، قام بنشر تدوينات متتالية مصحوبة بصوري، تحمل تهديدات وعبارات سب وقذف، في استهداف واضح لشخصي ولسمعتي، بما يؤكد أن هناك ضوءا أخضر أُعطي لاستهدافي وتهديد سلامتي الجسدية
هذا الشخص، الذي لا يخفي صداقته المقرّبة لعضو المكتب السياسي للحزب، وهي شخصية سبق أن شغلت منصبا رفيعا في الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، يثير تساؤلات خطيرة حول أسباب صمتها وعدم تبرؤها من أفعاله، رغم أن علاقتي بها علاقة أخوة وصداقة .. فصمتها اليوم يُقرأ على أنه رضا أو مباركة لهذه الحملة القذرة
إن ما يحدث يشكل سابقة خطيرة في تكميم الأفواه وترهيب الصحافيين، ويبعث برسالة مقلقة، مفادها أن من يقترب من مناطق النفوذ الحزبي أو يكشف خطط الزعماء، سيدفع الثمن غاليا
وأعلن من هذا المنبر، أنني سأتقدم بداية الأسبوع المقبل بشكاية رسمية لدى السلطات المختصة، مرفقة بكل الأدلة الموثقة من صور وتدوينات ورسائل تهديد، لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية
إن استهدافي اليوم ليس قضية شخصية، بل هو اعتداء على حرية الصحافة برمتها، ورسالة ترهيب لكل صحافي يجرؤ على كشف الحقيقة .. وأقولها بوضوح: “لن تُرهبني التهديدات، ولن توقفني الحملات المأجورة، وسأواصل أداء رسالتي الإعلامية مهما كان الثمن”