

في ظل السياق الإعلامي الوطني المتسم بتحديات جمة تمس حرية التعبير وحق الصحافيين في أداء مهامهم المهنية بكل استقلالية وكرامة، يبرز موضوع استبعاد النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة من المشاركة في برنامج “مباشرة معكم”، الذي بثته القناة الثانية ليلة الأربعاء 10 دجنبر 2025، -الذي يصادف يوم حقوق الإنسان-، كقضية تمس جوهر الديمقراطية الإعلامية وحق الصحافي في التعبير عن رأيه وبناء شبكة مهنية متماسكة تعكس بالفعل تنوع وتعددية المشهد الإعلامي
يأتي هذا بيان النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة الاستنكاري كرد فعل ضروري على قرار الإقصاء غير المبرر الذي طال نقابتنا، التي تملك كافة القدرات والإمكانيات لتقديم إسهاماتها الفعالة والموضوعية في هذا الشأن، كما يرتسم معه تساؤل ملح حول الجهة التي لها مصلحة في إبعاد صوت النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة عن فضاء إعلامي يفترض أن يكرس التنوع ويمثل جميع الأصوات بمبدأ المساواة والشفافية
نذكر، أنه منذ تأسيسها في العقد الأخير من القرن الماضي، كانت النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة رمزا للهوية الإعلامية الوطنية المستقلة، فضلا عن موقفها المحايد والمدافع المستمر عن حقوق الصحافيين
في هذا السياق، تعبر النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة عن استنكارها الشديد وإدانتها القوية لقرار إقصائها المستغرب من المشاركة في برنامج “مباشرة معكم”، الذي يمثل منصة إعلامية مهمة لتناول القضايا الراهنة بموضوعية وحياد
فعلا، يشكل هذا القرار انتهاكا صريحا لمبادئ التعددية الإعلامية وحرية التعبير المكفولة دستوريا، كما يطرح تساؤلات جدية حول مصداقية الجهة المنظمة، التي يفترض بها احترام كافة الأطراف الصحافية دون تمييز أو إقصاء تعسفي
جدير بالذكر، أن هذا الإقصاء تم دون أي توضيح رسمي لأسبابه، وهو ما لا يعكس أي معايير موضوعية أو شفافة، مما يدعو إلى التساؤل عن الجهات التي تستفيد من تهميش صوت النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، بوصفها المؤسسة المهنية الشرعية المعنية بحماية حقوق الصحافيين والدفاع عن استقلالهم
إن النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، كممثل شرعي للكثير من الصحافيين المغاربة، تحذر من خطورة هذه الممارسات التي تهدد النسيج الإعلامي الوطني، وتهدم مكتسبات حرية الصحافة التي تحققت عبر جهود نضالية وصحافية متواصلة
وعليه، فإننا نطالب الجهات المعنية بالكشف الفوري عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا القرار، وإعادة النظر فيه بكل شفافية ومسؤولية، كما نؤكد التزامنا الكامل بالدفاع عن حرية الإعلام، وتفعيل كافة الوسائل القانونية والمهنية لضمان دور النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة وحق أعضائها في المشاركة العادلة والفعالة في المشهد الإعلامي، الذي لا يجوز أن يغيب عنه صوتنا تحت أي مبرر
نهيب بالمؤسسات الإعلامية، والهيئات الرقابية، وكذلك الرأي العام الوطني، دعم هذا المطلب المشروع، إذ إن حماية حرية التعبير والضمانات المهنية للصحافيين تمثل ركائز أساسية للديمقراطية وسيادة القانون في وطننا




