نافذة على الثقافة و الفن

ما قامت به “جينفير” مقصود و متحكم فيه عن بعد‏

عبدالاله بوسحابة
استشاط الشعب المغربي ليلة أمس (الجمعة 29 مايو 2015) غيضا وغضبا ، بعد عرض القناة الثانية لمشاهد شبه بورنوغرافية، مباشرة من مهرجان موازين بالرباط، والأكيد أن القضية حركت حس الغيرة والانتماء للدين الإسلامي لدى الجميع، وسلسلة من الاعتبارات الأخرى، ارتفعت وثيرة التعاليق والمقالات والانتفاضات الفيسبوكية و.. و .. و، لكن، هل فكر الواحد منا أن يحلل حقيقة ماعرض علينا كرها وغصبا، ضد أعرافنا وديننا كمجتمع مسلم محافظ ..؟
الحقيقة الضائعة في عرض ” جينيفر لوبيز ” هي أن لجنة التنظيم، و كذا المسؤولين عن القناة الثانية كانوا جميعا على اطلاع تام بفصول تلك المشاهد الإباحية التي قامت بها هذه المغنية التي أغدقت عليها بركات المغرب يمينا وشمالا، وخصصت لها طائرة خاصة لنقلها وفرقتها، كيف ذلك ..؟ أشرح : قبل أن تعرض “لوبيز” عرضها الفاضح هذا، من المؤكد أنها قامت ببعض البروفات التجريبية، لاختبار الصوت والمنصة ومسائل أخرى تدخل في إطار الاستعدادات، ما يعني أنهم اطلعوا مسبقا على العرض قبل نقله للعموم مباشرة على قناة عمومية مغربية، شخصيا، لم يفاجئني العرض، لأن الأمر كان متوقعا، وهذا مخطط له بشكل دقيق من أجل صرف الرأي العام الوطني عن مجموعة من القضايا الجوهرية الهامة، و إلا لماذا تم عرض هذه المشاهد الفاضحة، والشعب المغربي لم يتجرع بعد فضيحة الفيلم الإباحي الذي أطل علينا به مؤخرا “نبيل عيوش” باسم الحرية وكشف الحقيقة ..؟
على الشعب إذن أن يكون في مستوى الوعي اللازم، وألا ينجرف أوينصهر وراء المخطط المحبوك .. موازين فرض بالقوة ضدا على إرادة الشعب، و هذه حقيقة يجب أن نسلم بها شئنا أم أبينا، لكن ماذا يتوجب علينا أن نقوم به حتى لا نسقط في المحظور، الجواب : “الأمر في غاية السهولة مادامت الأمور تسير على هذا النحو، نقاطع المهرجان كليا، سواء على شاشة التلفاز، أو حتى الذهاب لحضور العروض الفنية بعين المكان، وكذا عدم الخوض في المواضيع التي لها علاقة بالمهرجان، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، تم انتهى الأمر”، حينئذ سيدرك المنظمون أن الشعب واع كل الوعي بما يحاك ضده، لكن قبل أن أنهي كلامي أوجه تحية خاصة باسم الشعب المغربي لحكومتنا المغربية الموقرة، شكرا لكم جميعا على العرض الإباحي الذي دخل بيوت المغاربة في عهدكم، شكرا لأنكم تنكرتم لوعودكم السابقة لحظة كنتم في المعارضة، شكرا لأنكم طبعتم العلاقات مع الفساد .. شكرا لكم جميعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق