الرياضة

إسلام سليماني يصطاد دببة روسيا

 

ISLAM

خالد هرواش

بين الأمس واليوم ليس بالزمن البعيد، إذ لازلنا نتذكر في مجملنا – إن لم أقل كلنا ـ أمسيات ألف وليلة، حيث أراضي بيليه وريفالدو، أراضي الماراكانا ورقصة الصامبا بشواطئ ريو دي جانيرو المتلألئة باحتضان ذهب الكأس المجيدة.

لازالت صورة الجزائر موشومة في الذاكرة، وكيف قهر لاعبوها كبارا مخضرمين، تفننوا في الإبداع فكانوا قريبين من الإطاحة بنسر ألمانيا عند منعطف الثمن، لكن للتجربة كان رأي آخر، عاند الحظ من خلالها الأخضر الجزائري وأدار ظهره لوحيد الربان البوسني.

لاعبون شباب بمقومات الرجال أزالوا ستار الخجل عن الكرة الجزائرية إن لم أقل العربية ككل، وحدوا الصفوف داخل المستطيل الأخضر كما وحدوا دم كل العرب.

اسم سليماني ظل عالقا في ذهني دائما وأبدا ولم يسقط من بالي، اعتبرته في مرات عدة بمثابة الحصان المجنح مخلص الجميع من المشاكل والمطبات، رجوليته وقبضته الحديدية جعلت منه العربي الأصيل الناذر الوجود سواء داخل عرين المنتخب أو عندما يؤثث فضاءات ملعب لشبونة، حيث فريق سبورتينغ.

ومن مصادفات هذا العام، أن يلعب فريق سبورتينغ لشبونة البرتغالي الأدوار التمهيدية المؤهلة لدوري مجموعات أبطال اوربا، ضد فريق سيسكا موسكا القادم من جليد سيبيريا، وهو اللقاء الذي زف فيه إسلام سليماني عريسا للسهرة بتسجيله هدف الخلاص في مرمى الروس بعدما كانت النتيجة متعادلة هدف لمثله.

وإذا ما أدرنا عقارب الساعة عكس منحاها الطبيعي وتوقفنا في تاريخ الخميس 26 يونيو 2014 بمحطة أرينا بايكسادا بمدينة كوريتيبا البرازيلية، حيث دارت مباراة منتخب الجزائر بنظيره الدب الروسي، آنذاك وإلى حدود بداية الجولة الثانية كان الروس متقدمين بأفضلية هدف الكسندر كوكورين.

وحيد ظل يؤمن بجاهزية لاعبيه وبقدرتهم على بلوغ الصعاب وتحدي عقبة روسيا، فالتعادل يكفيه للمرور جنبا إلى جنب مع شياطين بلجيكا.

وﻷن سليماني إسلام كان حاضرا عقلا وجسدا، فالفرج جاء وإن تأخر، حينما هز شباك الروس برأسية تساوي عديد السنوات من التحضيرات.

وإذا ما ربطنا حدث الأمس باليوم، فسنخلص إلى كون سليماني يسجل عادة أهدافا قاتلة ضد خصوم من ذوي الدم البارد، أقصد من روسيا.

وفي انتظار مباراة أخرى يكون الطرف فيها منتخب روسيا، فسليماني سيظل يتعقب خطى كل الدببة من أجل الظفر بلحاف يقيه برد القطب حين لقاء العودة أمام سيسكا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق