متفرقات

المتسللون الجدد ..!

ABDELLAH AZZOUZI

عبد الله عزوزي

غالبا ما ارتبط مفهوم التسلل عند الكثير منا بلعبة كرة القدم، فكلما سمعنا معلقا يقول “رفض الحكم الهدف لأن اللاعب كان في وضع تسسل”، استطعنا أن نتصور كيف أن اللاعب يبدو لصا في قميص رياضي، و أن مدربه نجح في تدريبه على كيفية سرقة “الكواري”.

لكن، كيفما كان الحال، علينا أن لا ننسى أن استعمال كلمة “تسلل” تسلل بدوره إلى علوم أخرى كالعلوم السياسية والاجتماعية وعلم الإجرام. فيمكنك مثلا أن تسمع، أو تقرأ، عن تسلل المجرم للبيت من الحديقة، أو النافذة الخلفية للمنزل، ويمكن أن تكون قد قرأت في الصحافة المغربية عن قصة تسلل ذلك الشاب العشريني لحمام النساء، متخفيا في زي امرأة، و الهلع الذي أحدثه بمجرد ما اشتمن فيه رائحة غير رائحتهن؛ ويمكنك أن تتابع تقريرا على قناة الجزيرة الإخبارية يفصل في أسباب تسلل المهاجرين الأفارقة عبر الحدود الجزائرية / المغربية، ومواصلتهم السير في اتجاه معبر بني نصار الحدودي بنية التسلل إلى مدينة مليلية المحتلة…

إذن، تتعدد سياقات ظهور كلمة ” تسلل وتسلل(ت) أو تسللوا” على الألسن و المسامع وتختلف، لكنها تتوحد في شيء واحد هو تجاوز الحدود، وتدويخ القانون واختراقه، والعبث بروحه والغاية من وجوده. ففي حالة كرة القدم يطيب للمتسلل أن يستغل الكرة وقد استدبر للدفاع واستفرد بالحارس؛ و في حالة السرقة، يخترق اللص الجدران، و الحواجز والأبواب .. و في حالة الهجرة الغير القانونية، يكسر المتسللون قوانين البلد المتسلل إليه بغية الزواج والاستفادة من نظام الرفاهية والتمتع بالخدمات الاجتماعية .

لكن، ونحن كمغاربة نعيش في سياق تحول سياسي وديمقراطي استثنائي بشمال إفريقيا والشرق الأوسط، بمناسبة محطة الرابع من شتنبر و ما بعدها، دعنا نطرح السؤال التالي: هل استطاع نظامنا الانتخابي وآليات “التصفية” و”الغربلة” من رصد، ومن تم وقف، المتسللين إلى مجالسنا التمثيلية، بمختلف تلاوينها الجغرافية، وبالتالي حماية تلك المجالس من “داء التفقير والتهميش الناتج عن التسلل المكتسب”.

لعل واقعة إلقاء القبض على الرئيس الجديد لجماعة سيدي عبد اللـه أوبلعيد بتزينت، والذي وجد متربصا بتلقي رشوة قدرها ثمانية ملايين سنتيم من مواطن بسيط أوهمه بقدرته على تحرير والده من السجن في قضية لا زالت تحت أعين القضاء بالمدينة، تأكد أن المتسللين كثر، وأنهم استطاعوا تمويه كل شئ، ابتداء من تمويه المواطنين – الناخبين الصغار- مرورا بتمويه الصناديق الشفافة، إلى “تمويه” الناخبين الكبار، الأمر الذي مكنهم من التسلل إلى ملاعب معشوشبة، لا تسمح بوجود حكام، في حين تسمح بتسجيل الكثير من الأهداف لصالح الذات المحبة للتسلل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق