منبر حر

فرنكات .. و بيئة وأشياءٌ أخرى ما بين ضائعةٍ أو غامضة ..!

 

ABDELLAH AZZOUZI

عبد اللـه عزوزي

إذا سألت أحدَ العامة عن من هي صاحبة مقولة “زوج فرنك” فإنه سيكتفي بالقول إنها السيدة شرفات أفيلال . لكن إذا سألته على أيةِ وزارة تُشْرف، فإنني أستبعد أن يقول لك بأنها “وزيرة منتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، مكلفة بقطاع الماء.”

ففي الوقت الذي انساق فيه الفايسبوكيون والمدونون وراء “عبارة زوج فرك والريع البرلماني” تناسوا فيه الوقوف قليلا عند وزارة بثلاثة رؤوس، هي وزارة الطاقة و المعادن والماء و البيئة : السيد عبد القادر عمارة (PJD) كوزير للطاقة و المعادن، و السيدة شرفات أفيلال،(PPS) وزيرة منتدبة لديه مكلفة بالماء، و السيدة حكيمة الحيطي (MP) منتدبة كذلك لدى نفس الوزير مكلفة بالبيئة ..! فلا نحتاج للكثير من البراعة في المنطق الرياضي لكي نصل إلى حقيقة مفادها أن وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة هي حكومة إتلافية في حدِ ذاتها، أو حكومة داخل حكومة، إذ يسيرها إتلاف من ثلاث أحزاب، هم حزب العدالة و التنمية، وحزب الحركة الشعبية و حزب التقدم والاشتراكية، و أن نسبة المناصفة فيها تفوق نسبة 75 بالمائة (وزيرتين مقابل وزير واحد)، و أن هندسة التعديل الحكومي لأكتوبر 2013، حاولت استنبات شجيرات وزارية من نفس الشجرة الأم مادام الماء جزءًا من البيئة، و لا وجود لبيئة سليمة بدون ماء سليم. عِلاوةً على هذا لا بد من أن نشير إلى كون ميزانية أجور وزرائها الثلاث لا تقل على 15 مليون سنتيم شهريا، فضلا عن الامتيازات وأجور رؤساء الدواوين و ميزانية حضائر السيارات ..!

ثم الذي صدمني، وبنفس الدرجة، هو اعتماد اللغة الفرنسية في موقع وزارة الطاقة و المعادن، دون حتى إمكانية اختيار اللغة العربية كلغة للمتصفحين العرب و المغاربة، هذا في الوقت الذي يوجد على رأسها وزير محترم، و من حزب محترم، ذي مرجعية إسلامية.

لكن، ليس هنا يقف الرثاء. إذ كلنا يعلم أننا لا محل لنا من الإعراب في باب المعادن، و البيئة و الماء. الجفاف الذي يعيشه المغرب شهادةٌ حيةُ على فشلنا في تدبير رصيدنا البيئي و المائي: مياه ملوثة بالمرج، فوضى في رمي النفايات و الزجاج المكسر، تدمير الغطاء الغابوي، فوضى في البناء و التعمير تلتهم السهول و الأراضي الخصبة، ثقافة استهلاكية تتسابق على امتلاك السيارات و لو كانت بمحركات من جيل الثمانينيات ..!

فمن الأولى، إذن ..؟ الانكباب على دراسة المشاكل البيئية و الانحياز لمبادئ الحكامة الجيدة و التنمية المستدامة و ربط المسؤولية بالمحاسبة، أَمْ “زوج فرانك” ..؟ أعتقد أنه لو استمر الوضع على ما هو عليه، و لو لبضعة شهور، فلن يكون بوسع أي أحد منا و من “طبقاتنا” بأن يسعد بمستقبل آمن له و للأجيال القادمة من بعده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق