أخبارمنبر حر

هيمنة إسرائيل

عبد الصمد لفضالي

LAFDALI

كان تعداد اليهود قبل وعد ” بلفور” لا يتعدى 5 في المائة من مجموع السكان الفلسطنيين، هذا الوعد المشؤوم الذي صدر سنة 1917 كتصريح تؤيد فيه الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، لم يطرح إلا بعد أن استعد الإسرائيليون عسكريا و مخابرتيا و اقتصاديا، أي قيام ” دولة إسرائيل ” قبل استيطانها واقعيا فوق الأرض الفلسطينية، فكانت هجرة اليهود بتأطير صهيوني من مختلف أصقاع العالم نحو فلسطين، بلغات و جنسيات مختلفة و ثقافات متباينة، و ارتكزوا في وحدتهم على دولة يهودية الديانة، ولغة واحدة ( العبرية )، و يدخل في هذه السياسة العلمانيون و الملاحدة منهم، لتعزيز وحدة إسرائيل والحفاظ على قوتها، عكس المجتمعات الإسلامية والعربية التي لا تستقر على قرار يتعلق بوحدتها، فقد أدرك الإسرائليون بأن كيانهم مرتبط بإنشاء قوة اقتصادية يتغلغلون بواسطتها داخل الدول القوية، لجعل سياسة هذه الدول تساير المصالح الإسرائيلية، و قوة عسكرية تكفي النظام الإسرائيلي ” شر” المفاوضات و إخضاع العالم للأمر الواقع، و الاعتماد على سياسة داخلية صارمة ضد كل من يستغل سلطته أو نفوذه ضد المصالح الإسرائيلية، فقد حكم على رئيس الوزراء السابق ” إيهود أولمرت ” – الذي خلفه رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتالياهو – بالسجن٬ بعد أن أرغم على الاستقالة و إنهاء حياته السياسية بلا رجعة، بسبب تهمة فساد و خيانة الأمانة، في حين تورطت معظم المجتمعات الإسلامية و العربية في حروب مذهبية و طائفية و صراعات على السلطة و المال و النفوذ، و اكتفت هذه المجتمعات في صراعها مع إسرائيل بالتنديد والشجب، وحتى في حروبها اعتمدت الدول العربية التي تحاربت مع إسرائيل على أسلحة لا تصنعها، و الدفاع على النفس بأسلحة الغير يخضع للابتزاز و المساومة و الخنوع .

واقعيا يعيش العالم بمنطق القوة، فالدول الخمس التي تمتلك حق النقض ” الفيتو” ( أمريكا .. إنجلترا .. روسيا .. الصين و فرنسا ) لم تعط هذا “الحق” إلا بموجب موازن القوة، و منطق الدول القوية و المنتصرة في الحرب العالمية الثانية .. و للعلم، فإن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت حق ” الفيتو ” 36 مرة لصالح إسرائيل من أصل 77 مرة، و ما سقوط ” هيلاري كلينتون ” التي راهن العالم على فوزها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، و فوز ” البزنسمان ” دونالد ترامب إلا دليل على تغلغل اللوبي الإسرائيلي في السياسة الأمريكية الداخلية و الخارجية .. ففوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية كان مرتبطا بوعده بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل في حالة فوزه، فكان عليه الوفاء بوعده طوعا أو كرها٬ إن تعداد المسلمين في العالم بلغ ما يربو عن مليار و نصف المليار مسلم، و لكن كغثاء السيل، إننا لا نعول على الغرب و لا على الشرق و لا على أزلامهم .. و لكن، نعول على صحوة من غيبوبتنا، صحوة تصحيحية إقتصادية و صناعية .. فهل قرار دونالد ترامب المشؤوم اتجاه القدس سيوحد العالم الإسلامي ..؟ هذا ما نتمناه ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق