
أخبارالبياناتكلمة النقابة
العلم المغربي بين التقديس والإهمال ..!
بناء على الفصل الرابع من الدستور المغربي، الذي نص على أن علم المملكة المغربية هو اللواء الأحمر، الذي يرمز لدم الشهداء، الذين حرروا هذا البلد .. تتوسطه نجمة خضراء خماسية الفروع .. هذا العلم الذي يعد رمزا للمغرب، والذي ذهبت آلاف الأرواح فداء له ودفاعا عنه .. ومن أجله ضحى المواطنون المغاربة الأحرار في الماضي بالغالي والرخيص، حيث كان ومازال من المقدسات التي لا يمكن أن تمس بسوء أو تدنس
ومن أجل أن يرفرف هذا العلم على أرض وطن حر مستقل، ينعم بالاستقرار، فقد أدى الآباء والأجداد الثمن غاليا، وقد كلفهم ذلك، أرواحهم التي استرخصوها وبذلوها في سبيل إعلاء كلمة اللـه .. و رؤية العلم يرفرف خفاقا، ولم يكونوا في يوم من الأيام ينظرون إليه مجرد “خرقة قماش” فحسب، بل كان له في ضمائرهم حيزا كبيرا من التعظيم، لأنه أداة قوية لاستنهاض همم المغاربة للحفاظ على كرامة الوطن و وحدته الترابية
ومن عوامل تقديس العلم، نجد مثلا أن العسكريين في الثكنات في كل صباح جديد يؤدون تحية العلم .. يُؤدون التحية له قبل لمسه، وذلك من باب التقدير والاحترام لرمز هذا الوطن .. لكن، ما يحز في النفس اليوم، ويجعلنا نتساءل في استغراب كبير، هو لماذا أصبح هذا العلم الذي هو جزء لا يتجزأ من مواطنتنا الحقة، مهملا.. ممزقا و متسخا، نتيجة الغبار والأتربة المتناثرة بفعل الرياح النشيطة فوق مقرات بعض الإدارات المغربية العمومية الرسمية
إن ما أفاض الكأس، وجعلنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة ننتفض ونتناول هذا الموضوع، هي تلك اللحظة التي ضمتها فقرات سهرة (موازين) على منصة سلا، حيث لاحظنا ولاحظ معنا كل من كتب له الجلوس أمام الشاشة الصغيرة، أن المغني، “عادل المدكوري” ظهر -وهو يغني- ملتحفا بالعلم الوطني على شكل “سلهام“، وكأن العلم المغربي أصبح كساء يتخذ للزينة، بدل إعطائه الاحترام والتقدير الجدير به .. والغريب في الأمر، أنه لم يوجد –في لحظة هذه الحادثة- من حرك ساكنا ولا من نهى عن منكر يرتكب في حينه أمام الملايين من المغاربة، بل وملايين من المشاهدين من جميع بقاع العالم، الذين منهم من يستغل الظرف لينعتنا بأننا شعب فقد بريق وطنيته
المهم، إن كان المغني المعني بالأمر، أقدم على هذه الفعلة وهو يعلم مدى فداحة فعله، المتمثل في اعتدائه على علم البلاد باتخاذه كلحاف، فهنا تجب قراءة الفاتحة على شبابنا الذي عليه المعول لحمل المشعل، وإن لم يكن على بينة مما اقترفه من ذنب في حق الجزء الذي لا يتجزأ من مقدسات هذا الشعب الأبي، فاللوم كل اللوم على المشرفين عن السهرة من جهة، ومن جهة أخرى على مسؤولي القناة الأولى، الذين لامحالة يفقهون في هذه الأشياء، والذين كان يتوجب عليهم أن يعملوا على استخدام مقصهم لقص اللقطة، وهذا أضعف الإيمان
الخلاصة
العلم المغربي يا سادة هو رمز وطني يحمل معاني التضحية والفداء، وقد تم تعزيز قيمته من خلال التاريخ المجيد للمغرب .. ومع ذلك، يبدو أن هناك تناقضا بين التقديس الذي يحظى به هذا العلم في بعض الجوانب والإهمال الذي يتعرض له في جوانب أخرى .. نأمل، أن يلقى هذا الموضوع الاهتمام اللازم من قبل المسؤولين، وأن يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على قيمة العلم المغربي وتعزيز دوره في المجتمع