منبر حر

حزب العدالة والتنمية والاستحقاقات المقبلة

رأي حر

العياشي كيمية

هل هي بداية تحول حزب العدالة والتنمية من حزب تيار سياسي إلى حزب جماهيري يحتضن كل التيارات ..؟ دائما حزب العدالة والتنمية يخلق المفاجأة، ويحول، بحنكة قيادييه، الأهداف لصالحه، ويحرج الخصوم باجتهاداته.

لقد أبانت لائحة أسماء المرشحين لانتخابات 7 أكتوبر 2016، عن وعي القيادة السياسية بحزب العدالة والتنمية بتحديات المرحلة، سواء ما يرتبط بالمؤامرات التي تحاك ضده، من أجل إضعافه، أو الحيلولة دون ترأسه الحكومة المغربية المقبلة فترأس وزراء الحزب بقيادة رئيس الحكومة السيد بنكيران لوائح مجموعة من الدوائر الانتخابية، كان ضربة قاسمة لقيادات الأحزاب الأخرى، وخاصة غريمه حزب الأصالة والمعاصرة، فأن يتخلف أمين عام حزب سياسي عن المشاركة في استحقاقات انتخابية تشريعية، يعتبر هزيمة سياسية قبل إجراء الانتخابات ،لأن مثل هذه المحطات السياسية تعتبر استفتاء شعبيا على مصداقية هذا الحزب أو ذاك.

إلا أن انفتاح حزب العدالة والتنمية على كفاءات وطنية لها قناعاتها الفكرية، يعد أيضا إبداعا سياسيا، وتحولا في عمل الحزب، فأن تقدم مرشحين يختلفون مع الحزب في قضايا كثيرة شيء يستحق التأمل والتشجيع، وهو، حسب اعتقادي، وعي من الحزب بأن المعركة التي يقودها ضد تيار الفساد كبيرة جدا، وتتطلب تجميع وتكتل كل الشرفاء والأحرار، وهي بداية لجعل حزب العدالة والتنمية حزبا جماهيريا يستوعب كل الطاقات الوطنية باختلاف أفكارها ومرجعياتها .. وهو أيضا ينسجم مع البعد الوطني الذي يحرك قيادة حزب العدالة والتنمية، فالوطن في اعتقاد بنكيران أكبر من الحزب، والخطر الذي يهدد الوطن لايستطيع حزب العدالة والتنمية لوحده مقاومته، فكان لابد من تجاوز النظرة الحزبية والأيديولوجية الضيقة،

من أجل تجميع الرافضين للفساد والاستبداد إنها فكرة كثيرا ما دعوت لها فبئس الأيديلوجيات وبئس الحزبية التي تحول دون التكتل من أجل إرساء قواعد الديمقراطية، وإعادة الاعتبار للمواطن، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

إنها نقلة نوعية في عمل حزب العدالة والتنمية، سيكون لها أثر حسن على المستوى الوطني والدولي، وتخرس من كانوا يصفون حزب العدالة والتنمية بالتزمت والتطرف والعصبية، إنه جواب عملي عن الفكر التنويري الذي يحمله هذا الحزب، وتأكيد توجهاته الوطنية في تحقيق حلم المغاربة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق