أخبارللمستقلة رأي

طلحة جبريل وفراغ موضوعات عمود “هنا والآن” ..!

لا نعرف في المستقلة بريس، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، كيف لا يزال الصحفي السوداني طلحة جبريل يتصرف في عموده “هنا والآن”، وكأنه لا أحد من المهتمين بما يتم إبداعه في المنتوج الصحفي الورقي، وأنه بالإمكان تمرير أي خربشة على الورق، حتى التي لا طائل من ورائها، التي يفاتح فيها طلحة جبريل قراءه كعموده الأخير عن الأربعة أيام ولياليها، التي تخصه فقط .. فأي قيمة مضافة يمكن استخراجها من مضمون هذا العمود غير الفراغ،  الذي أصبح يعشعش في عقول النخبة الناعمة في عالمنا العربي، وإن كان لنا حق في طلحة جبريل، الذي خبر العمل الصحفي وأصبح أحد مؤطريه، فعليه أن يضع قراءه في لحظة كتابة هذا العمود، حتى يحافظ على الثقة والاحترام الذي حظي به

ما يثير الاستغراب في مسار عمودك يا طلحة، أنه لم يعد منشغلا بوطنك السودان، الذي يعيش غليان ربيعه، الذي لم تتوقف أوزاره حتى لحظة كتابة هذه السطور، وهذا ما يفسر هذا الفراغ، لأن الذي أصبح يتميز به عمود “هنا والآن” .. ولعلك يا طلحة تعي أن العمود يجب بالضرورة أن يتجاوزك إلى المحيط الذي تنتمي إليه، فما الحاجة إلى الحديث عن نفسك إن كانت لا تهم الآخرين ..؟ وما هي المنفعة من سرد معيشك اليومي الذي تقرر فيه أدق حركاتك وسكناتك ..؟ وإن كان عنوان عمودك يبيح لك هذه الإطلالة وبهذا التبسيط المستفز، فاعلم أنها من مؤشرات نفاذ الطاقة على الإبداع والإغناء، التي يجب أن تترجم انفعالاتك مع من يشاركونك الهموم الصحفية والاجتماعي والثقافية

بمناسبة الحديث عن عمود يوم 28 دجنبر 2020، تنتصب الأعمدة التي تزين الكثير من الصحف، التي يجب على أصحابها البحث عن وسائل وعوامل الارتقاء بها، بدل الاستمرار في التكرار و الاجترار الذي يطبعهما بالرغم من الاجتهاد في عناوينها .. ويخيل لنا، أنك أصبحت تعي جيدا بأن الإعلام الرقمي أصبح أكثر حضورا في صياغة الأعمدة في المواقع الاجتماعية، التي تتفوق الآن على نماذج العمود الصحفي الورقي، الذي يخصك ولا يثير الجدل والرغبة في متابعة قراءته حتى نهايته .. ونظن في المستقلة بريس، أنك تعلم قيمة موضوع العمود الخارج عن خصوصيتك والذي يتناول قضايا عامة تحتاج إلى من يفسرها ويبسط مفاتيح فهمها وتحليلها أو التعليق عليها

ليس “هنا و الآن” كغيره من الأعمدة التي أصبح المستهلك مجبرا على متابعتها، التي لا يفكر أصحابها إلا فيما يؤهلهم للتجرد من الضغوط التي يجدون أنفسهم ضمنها حتى وإن كانت لا تستحق الكتابة عنها، كما أن عناوين هذه الأعمدة قليلا ما تكون موضوعاتها مطابقة لعنوان العمود الصحفي .. وفي نموذجنا المغربي، لا أحد يتجاهل الأعمدة التي كان لكتابها بصمات قوية على المهتمين بالصحافة الورقية اليومية، كعمود “عين العقل” للمناضل المرحوم مصطفى القرشاوي، وعمود عبد الكريم غلاب وعبد اللطيف جبرو وعبد الرفيع جواهري، حيث كانت هذه الأعمدة لا يمتلك القارئ القدرة على وقف متابعتها .. لذلك، يجب أن تعرف ياطلحة جبريل، أن للعمود الصحفي نكهة خاصة لا يعرفها إلا من ألفوا متابعتها دون غيرها، وأن ما نتحدث عنه بالنسبة لعمودك “هنا والآن” لا يخرج عن جملة ملاحظات شكلية لا تناقش جوهر الفكرة، التي تختار الكتابة عنها بقدر ما تتعلق بالجدوى من الكتابة عنها في مساحة العمود اليومي، الذي كنت في أكثر من مناسبة متألقا فيه، إلى جانب تعوُدنا على مناقشتك الهادئة لموضوعات عمودك، التي تشدنا إلى متابعتها حتى النهاية، وهذا ما لا يوجد في باقي الأعمدة اليومية في الصحف الورقية نموذجا في الفترة الراهنة  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق