أحداث دوليةأخبار

زلينسكي وخدمة المشروع العدواني للناتو ضد روسيا

مهما كانت مبررات رد الفعل الغربي ضد الغزو الروسي لأوكرانيا، فإن ذلك لا يمنع من تبرير الغزو الروسي بعد أن سمحت أوكرانيا لحلف الناتو نشر الصواريخ على طول الحدود الأوكرانية مع روسيا ..  وبالتالي، فإن ما يجري في أوكرانيا اليوم لا يمنع الغرب وحلف الناتو الشرعية من الدخول في الحرب إلى جانب أوكرانيا والمبالغة في تقديم العون العسكري والمالي، وإصدار العقوبات الاقتصادية ضد روسيا في الوقت الذي كان على هذا الحلف أن يبذل الجهود لوقف الحرب، وتسهيل عودة السلم إلى هذه المنطقة التي قد تنجر إلى حرب نووية إذا استمر هذا التصعيد الغربي، الذي بدأت معالم تأثيره على الاقتصاد والعلاقات الدولية تتضح في أكثر من مجال

إن  زلينسكي مطالب كرئيس منتخب بالمبادرة إلى مناشدة جميع التكتلات العالمية للتدخل لإيقاف حمامات الدم، التي دفع ثمنها الأوكرانيون، والضغط عليها لإيقاق هذه الحرب الكارثية، التي ستسفر عن تغير حقيقي في ميزان القوى .. خصوصا، بعد تلويح دول الناتو بعدم إيقاف الحرب حتى تنسحب روسيا من جميع الأراضي الأوكرانية، وعزم الحلف على تقليم أظافر الدب الروسي في هذه المنطقة التي يعتبرها جزء من مجاله القومي الحيوي

إن كل المؤشرات اليوم تؤكد على عودة الأجواء المهددة لصراع عالمي بأسلحة دمار خطيرة، في حالة نشوب الحرب المباشرة ضد روسيا وباقي الدول التي تدعم أوكرانيا في حلف الناتو .. ونظن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن نفاذ صبر روسيا سيكون محرضا على توسيع ساحة المعارك التي قد تهدد روسيا خارج الحرب وجغرافيتها الحالية، مما سيدفع بعسكرة المنطقة وشرعية استعمال الأسلحة النووية المدمرة للحياة البشرية والاقتصادية والحضارية، ويمكن أن يتضرر الغرب من الموقف الروسي، الذي يطرح أكثر من حل للحرب الراهنة على أساس إلغاء العقوبات، ورفع وسحب الصواريخ من حدود أمنه القومي

  لم يعد انتظار الذي يأتي أو لا يأتي، فالحرب تتفاقم إلى ما يمكن أن يهدد آخر الأوراق والحلول التي يمكن التوصل إليها من قبل دول الناتو 27، المشاركة اليوم في هذه الحرب المقدسة ضد روسيا، التي يمكن أن تتصاعد إلى آخر المراحل صحبة حلفائها ضد الدول الغربية، التي لا تملك المعرفة بما يتوفر عليه حلف روسيا والصين وكوريا الشمالية التي قد تتعامل مع التصعيد الغربي بما لا يتوافق وما يوجد في ملك الغرب، من الأسلحة التي لم تقدم جديدا لأوكرانيا اليوم رغم الأبواق الإعلامية الغربية، التي تتحدث عن الانتصارات الأوكرانية الوهمية في جل المناطق التي أصبحت تحت السيطرة الروسية حاليا

لن نزايد على زلينسكي إن كان يؤمن بعمالته وضعفه أمام الناتو الذي يدفع به إلى نهاية مشروعه في أوكرانيا، الذي فقد فيه نجوميته السياسية وأصبح مجرد أداة لخدمة المشروع الهيمني الغربي الجديد، الذي يريد فتح أبواب جهنم على الشعوب في المنطقة والعالم لإرضاء من لا يريدون إنهاء الصراع الذي ساعدهم على فتحه ضد روسيا لإحياء الحرب الباردة مرة أخرى ..  ولنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، اليقين أن الرئيس الأوكراني لا يجد في الظرف الراهن في محيطه السياسي والعسكري من ينصحه إلى تغيير سياسته والبحث عن الحلول لوقف الحرب التي يؤدي الشعب الأوكراني اليوم فاتورتها المرتفعة والمكلفة     

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق