أخبارغير مصنفمتفرقات

رحيل مناضل نقابي وصحافي دافع باستماتة عن زملاء المهنة

*كتب محمود عياش-اعلامي

على حين غرة، رحل عنا الزميل مراد العتيق إلى دار البقاء رحيل مفاجئ ومفجع، ترك كل من يعرفه في حالة من الذهول والصدمة .. لكن، هذا قضاء اللـه في خلقه ولا راد لقضائه .. دُفن جثمان المرحوم بإذن اللـه مراد العتيق في الثرى، ولن تتوارى معه ذكراه و مواقفه

مراد العتيق .. حالة إنسانية متفردة

مرت حياة مراد العتيق بمحطات متعددة، ليستقر به المقام في مدينة العيون .. من هذه المدينة واصل نشاطه المدني وانخرط في الفعل الحقوقي، وخاض تجربة نوعية في مساره النضالي، فكانت محطة فارقة في حياته .. الأمر يتعلق هنا بإطلاقه لموقع إلكتروني هادف، ينافح عن قضايا آمن بها في حياته وظل يترافع عنها حتى وفاته .. قضايا يتقاطع فيها الإنساني مع الحقوقي والمدني، كان طوال فترة نشاطه الصحفي حاضرًا في العديد من المنتديات واللقاءات والأحداث المدنية والحقوقية والنقابية مؤازرًا لها ومدافعًا عنها واتضح ذلك بجلاء في محبة الناس له والتعاطف معه لحظة الإعلان عن رحيله، فلم تمض إلا لحظات قليلة حتى ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بخبر نعيه، وتلاه سيل متدفق من دعوات الترحم عليه وطلب المغفرة له، وحضر حشد غفير من المشيعين لحظة دفنه، كما تقاطر العشرات من معارفه وأصدقائه لتقديم التعزية والمواساة لعائلته

الصحراء سكوب .. إبحار رغم الصعاب

شكلت تجربة “الصحراء سكوب” محطة مفصلية في مسار مراد العتيق .. حاول من خلالها اجتراح تجربة صحفية هادفة ومؤثرة، وبالرغم من شح الإمكانيات المادية وغياب طاقم بشري قار، إلا أنه أبحر في يم الصحافة المتلاطم، متسلحًا بالإرادة والعزيمة، و واصل عمله الصحفي بمهنية ونكران ذات وتضحية، وتحرى أكبر قدر من الاستقلالية والمصداقية في عمله

وكانت “الصحراء سكوب” منبرًا صحفيًا وفضاءً إلكترونيًا مرت عبره العديد من الأقلام الجادة، وعبر من خلاله إلى مختلف القضايا التي تهم المجتمع، سواء كانت اجتماعية أو ثقافية أو سياسية .. وذلك، بنفس حقوقي متزن ورصين

لكن التجربة الرائدة لم تستطع الصمود أمام الصعاب، فتحولت إلى صفحة على الفضاء الأزرق، حتى تبقى مساحة متاحة ومتسعة لتطلعات وأحلام الجميع

الصحافة والنضال النقابي

كانت للمرحوم مراد العتيق تجربة نضالية قيمة في صفوف النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، حيث قاد مكتب الفرع الجهوي بمدينة العيون لفترة ليست بالهينة أعطى خلالها نتيجة ملموسة .. كان رحمة اللـه عليه، قامة نضالية يعول عليها، وكان فعلا نموذجا للمناضل النقابي والصحفي المسؤول الذي كان يدافع باستماتة عن زملاء المهنة

العتيق سيظل حيًا بيننا

الموت غيَّب مراد العتيق ونحن راضون بقضاء اللـه وقدره .. لكنه، سيبقى حاضرًا بيننا بذكراه الطيبة وأخلاقه العالية وتضحياته الجسام ونبل تعامله ونكران ذاته وقربه من قضايا مجتمعه وتواصله الدائم

الكثير من ذويه وأصدقائه يتحسرون على رحيله المفاجئ وترك وراءه عائلة مكلومة ومفجوعة على غيابه .. غياب على كل من يعرفه أن يملأه بالاستمرار في استحضار ذكراه ومناقبه والدعاء له بالرحمة و المغفرة و السند و الدعم لعائلته الصغيرة

في الأخير، و أمام هذا المصاب الجلل، لا يسعنا إلا أن نرضى بقضاء الله و قدره، و نقول إنا للـه  و إنا إليه راجعون

*مناضل سابق في صفوف الفرع الجهوي للنقابة بالعيون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق