ذ. يوسف الإدريــــــسي

في ظل ما ترفعه الدولة من شعارات حول تأهيل الرأسمال البشري وربط التكوين المهني بسوق الشغل، ومعها وعود وشعارات بعض المسؤولين المحليين، يبدو أن إقليم اليوسفية وكأنه خارج نطاق الاهتمام الجهوي والوطني وأيضا المحلي .. فالأرقام الصادرة عن المديرية الجهوية التابعة للمندوبية السامية للتخطيط تكشف واقعا مقلقا، إذ لا يستفيد من التكوين المهني في هذا الإقليم سوى 675 متدربا، في حين يتجاوز هذا الرقم 14000 في مدينة مراكش و5500 في أسفي، و1566 في بنكرير و1416 في الصويرة و993 في قلعة السراغنة

غير أن الأغرب من ذلك هو أن إقليم اليوسفية يحتل مرتبة متأخرة جدا بنسبة تقارب %27 فقط من المتدربين في المستويين التقني والتقني المتخصص، أي 72 متدربا في التقني و111 في التقني المتخصص .. في المقابل، تتصدر مراكش الترتيب بـ 76.45%، تليها أسفي والرحامنة بنسبة تفوق 70% حتى الصويرة ورغم محدودية عدد سكانها، تسجل نسبة تفوق 55 بالمائة

ما يثير الاستغراب إزاء هذا الواقع التكويني المؤلم، هو صمت الفاعلين المحليين، وخاصة المنتخبين الجماعيين والبرلمانيين عن الإقليم، الذين كان من المفترض أن يدافعوا عن حظوظ منطقتهم في التنمية وحقوق من صوت لهم ذات انتخابات .. هؤلاء، بدل الضغط من أجل إحداث مؤسسات تعليمية وتكوينية جديدة، اكتفوا فقط بالتدبير الانتخابي الضيق، وغالبا ما حولوا ملف التكوين المهني إلى مجرد خطاب موسمي دعائي مفرغ من المضمون

من جانبها، تتحمل السلطات الإقليمية أيضا قسطا وافرا من المسؤولية، بحكم قدرتها على إعداد ملفات المشاريع والترافع لدى الجهات والمصالح المركزية في سياق دورها التنسيقي بين المصالح الخارجية، وسلطتها الرقابية عبر مراقبة وتأشير برامج عمل الجماعات الترابية، وهو ما يجسد غياب الرؤية الترافعية من خلال مجلس الجهة الذي يمعن كل سنة في إقصاء إقليم اليوسفية من مشاريع المذكرة الاستثمارية الجهوية، وكأن ساكنته من درجة ثانية

لهذا أقول، أنه لا تنمية حقيقية بدون تعليم وتكوين، ولا تكوين فعال دون مؤسسات حديثة، متخصصة وذات بعد ترابي منصف .. هذا، لأن إقليم اليوسفية وساكنته يستحقون الأفضل .. على الأقل هكذا أع