
النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة تتوّج المرحوم فريد قربال “شخصية السنة” 2025 في مجال الصحافة والإعلام

في خطوة تعكس الاعتراف الجماعي بجهود الراحل الكبير والمناضل الشرس، اختارت النقابة المستقلة للصحفيين المغاربة المرحوم فريد قربال، الأمين العام السابق لها، رمز النضال والإخلاص في خدمة الإعلام كـ”شخصية السنة” لعام 2025 في مجال الصحافة والإعلام
هذا التكريم، الذي أُعلن عنه في اجتماع طارئ مصغر، ليس مجرد إشادة رمزية، بل تذكير حي بتركة رجل كرس حياته للدفاع عن حقوق الصحفيين والحفاظ على استقلالية المهنة أمام التحديات السياسية والاجتماعية
يأتي هذا الاختيار في وقت تتزايد فيه الضغوط على الإعلام المغربي، مما يجعل إرث المرحوم قربال مصدر إلهام للأجيال الجديدة، فقد كان رحمه اللـه وأحسن إليه رمزا للكفاح النقابي .. إذ، انخرط مبكرا في العمل السياسي والنقابي والصحفي بفضل شغفه بالكلمة الحرة والالتزام بالحقيقة
بدأ المرحوم مسيرته في صفوف الصحافة المطبوعة، حيث عمل في أكبر المنابر الإعلامية المغربية البارزة، علاوة على إنشائه جريدة ورقية ترأّس مسؤولية تحريرها، بالإضافة إلى إدارته وترأس تحرير جريدة المستقلة بريس الإليكترونية، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، كان مساهما جدد اللـه عليه الرحمات في تغطية الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية والإعلامية الحساسة
بعد مسار نضالي متميز برز كقائد نقابي، حيث انتخب أمينا عاما للنقابة المستقلة للصحفيين المغاربة في العشرية الأخيرة من القرن الماضي، وبالضبط في فترة حاسمة شهدت صراعات حول قوانين الصحافة وآليات التنظيم المهني
خلال فترة عمله كأمين عام، قاد المرحوم قربال حملات عديدة للدفاع عن الصحفيين المضطهدين، مطالبا بإصلاح التشريعات المتعلقة بحرية التعبير، كان صوته الأعلى في الاحتجاج على الاعتقالات التعسفية والملاحقات القضائية ضد الصحفيين، مستندا إلى مبادئ الدستور المغربي لسنة 2011 الذي يضمن حرية الصحافة .. من أبرز إنجازاته، تنظيم وقفات احتجاجية أمام مقر وزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع التواصل-، وتنظيم عدة ندوات في مختلف المدن المغربية لجذب الانتباه إلى قضايا الإعلام المغربي

لم يقتصر دور المرحوم فريد على النشاط النقابي؛ فقد كان كاتباً متميزا ينشر مقالات تحليلية عميقة حول قضايا الإعلام والديمقراطية، مثل مكافحة التضليل الإعلامي، ودور الشبكات الاجتماعية في تشكيل الرأي العام، وتحديات الصحافة الرقمية في المغرب، كما ساهم رحمه اللـه في صياغة مذكرة مشاريع قوانين تنظيمية لحماية الصحفيين، مستلهما التجارب الدولية كتلك الخاصة بالاتحاد الدولي للصحفيين (IFJ)
في سياق التحديات التي يواجهها الإعلام المغربي اليوم، مثل انتشار الأخبار الزائفة والضغوط الاقتصادية على الصحف، يعد إرث المرحوم فريد قربال دليلا على أهمية التنظيم النقابي، مما عزز مكانة الصحافة المغربية على الساحة الدولية .. للتذكير، رحيل المرحوم فريد قربال المفاجئ في عام 2024 ترك صدمة كبيرة وفراغا أكبر .. لكنه، أشعل أيضا شعلة الاستمرارية في صفوف النقابة
اليوم ونحن نودع سنة 2025 بما تضمنته من أحداث وقضايا تخص مجال الصحافة والإعلام الوطني يأتي هذا التتويج في سياق نقاشات برلمانية حول مشاريع قوانين جديدة تهدف إلى إعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة، الذي أحدث بموجب الدستور والقانون رقم 90.13 الصادر سنة 2016 لتنظيم المهنة ذاتيا، والذي ناضل من أجل إحداثه كمؤسسة مستقلة العديد من الصحفيين وعلى رأسهم المرحوم فريد قربال .. هذا الفعل يذكر بضرورة الحفاظ على استقلالية الصحفيين عن التأثيرات السياسية والإعلامية
خلال حفل التكريم المصغر، أدلى الأمين العام الحالي للنقابة، الأخ محمد زمران، بتصريح يؤكد أن “فريد قربال لم يمت، بل هو حي في كل صحفي يدافع عن الحق .. هذا الحدث يفتح الباب أمام حملات جديدة لتكريم الأعلام الراحلين، مما يعزز الروابط بين الأجيال داخل المهنة

في الختام، يمثل تكريم المرحوم فريد قربال لحظة تأمل في مسيرة الصحافة المغربية؛ إنه تذكير بأن الكفاح من أجل الحرية لا ينتهي برحيل قائد، بل يستمر عبر الجماعة، وفي زمن التحديات الرقمية والسياسية هذا، يبقى إرث المشمول برحمة اللـه تعالى مصباحا يضيء طريق الصحفيين المغاربة في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة على وجه الخصوص وعموم مهنيي الصحافة والإعلام نحو مستقبل أكثر عدلا واستقلالية




