لماذا يريد المدرب الطاوسي الاستغناء عن خدمات اللاعب الصالحي الذي يعتبر من مواهب الرجاء الرياضية والذي لا أحد يتنكر لعطائه منذ بداية حمله قميص القلعة الخضراء ..؟ وهل المدرب الطاوسي يعتبر الصالحي من اللاعبين الغير قادرين على الدفاع عن الرجاء في هذه الأزمة التي يعاني منها حاليا ..؟ وهل نسي أيضا أن الإصابة هي التي حرمت الرجاء من تضحيات لاعبها الذي لا يزال بإمكانه تقديم المزيد لفريقه الذي يعشقه حتى النخاع ..؟

نحن في المستقلة بريس، لا حق لنا في التدخل في اختصاصات المدرب وفي قراراته، لكن رغبته في الاستغناء عن اللاعب المحبوب وسط جماهير الفريق الذي يشكل إلى جانب اللاعب متولي المرحلة الذهبية للفريق الأخضر ليست في مكانها، ومن يتجاهل مؤهلات أبناء مدرسة الرجاء سيصنف من طرف جماهيرها العاشقة لها من ضمن أعدائها، ولا يمكن أن يكون المدرب الطاوسي من هؤلاء، وهو الذي صرح حينما أصبح مدربا للرجاء بأنه كان يطمح أن يكون مدربا للفريق الذي أصبح رجاء عالميا بامتياز.

طبعا، لا أحد يناقش الطاوسي في ضرورة احترام اللاعبين وارتقاء أخلاقهم وعلاقاتهم مع مكونات الفريق، وإن كان المدرب يلوم الصالحي في هذا المجال فنحن نستغرب في أن يكون سلوك الصالحي المحبوب لدى جماهير الفريق من الصنف الذي يتحدث عنه المدرب، وإن كان يعترف بمؤهلات الصالحي، فإن هذا الموقف يفرض عليه خلق الأجواء التي تصحح الأخطاء التي يعتقد أن الصالحي قد ارتكبها، كما على المدرب أن يعمل بحكم تكوينه ومسؤوليته إلى إرشاد اللاعب إلى مكامن الخطأ التي لا يزال يعاني منها، بدل الحكم عليه بمحاولة الاستغناء عنه في الوقت الذي يحتاج الفريق إلى خدماته.

رضيت بهذا الموقف أو رفضته، نقول لك إن فريق الرجاء قوته بأبنائه وبمن يحملون قميصه، وأن الصالحي من أشهر صانعي أمجاد الرجاء وانتصاراتها، وأنه يحتاج فقط إلى استعادة لياقته البدنية وتخفيض وزنه .. وسؤالنا للمدرب الطاوسي عن مدى علمه بالقيمة المضافة التي شكلها الصالحي ضمن فريقه وإمكانياته التقنية التي يحتاج إليها الفريق الوطني للمحليين، فبالأحرى الرجاء ..؟ وفي هذا الإطار، هل يمكن للمدرب أن يوضح لجمهور الرجاء سبب احتفاظه بالصالحي ضمن الاحتياط في أكثر من مقابلة وتجاهله لرغبته الشخصية في اللعب إلى جانب بقية اللاعبين، اللهم إن كانت للمدرب الطاوسي وجهة نظر أخرى لا يعرفها جمهور الرجاء عن الصالحي ..؟

إننا في جريدة المستقلة بريس الإلكترونية نعرف ما يحمله المدرب الطاوسي ضد اللاعب الصالحي حينما كان مدربا لأكثر من فريق، وفي أكثر من مقابلة ربحها ضده، وإن أراد أن ينتقم منه اليوم فعليه أن يعلم أن جمهور الرجاء سيقف ضد قرار الاستغناء عنه، وسيقاوم رغبته في هذا الاتجاه، لأن الصالحي مازال بإمكانه أن يضحي لصالح فريقه ولايريد أن يرحل عنه، مما يقتضي من المدرب الطاوسي التراجع عن قراره في الاستغناء عن اللاعب الصالحي، وتقديم الدعم المعنوي له من أجل الرجاء، وأن يدرك جيدا أن تحمله مسؤولية تدريب الفريق لم يقدم حتى الآن ما يقنع به جمهور الرجاء الذي يعلم أن فريقه أكبر من أي مدرب وطني أو أجنبي، وأن بإمكان لاعبيه استرجاع المكانة التي يجب أن يكون عليها الفريق متى أراد ذلك.