أخبارمجتمع

جماعة الوردزاغ: سكان دوار عين بوشريك سعداء باكتشاف الماء و يطالبون عمالة الإقليم بالتدخل من أجل أن يصبح الاكتشاف من عيار وطني

 

PUIT

 

*عبد الله عزوزي

في مشهد شبيه بالمعجزات التي أوردتها الكتب الدينية التي وصفت مشهد اكتشاف الماء، كقصة اكتشاف هاجر زوجة نبي الله إبراهيم عليه السلام لمنبع ماء زمزم بمكة المكرمة، اكتشف قبل حوالي أسبوعين مجموعة من الشباب القروي، وبالصدفة، ما سيصبح بئراً بعمق ستة أمتار، بعدما انطلق الأمر من مجرد رؤية رطوبة و أتربة مبللة على سطح مساحة دائرية بقطر نصف متر.
عطش السكان، و تجربتهم المُرَّة مع قطرة الماء منذ ثمانينات القرن الماضي، و تلهُّفَهم وراء كل شيء يُنذِر بوجود أثر الماء، لم يدع لهم مجالا للتأجيل أو للتسويف؛ إذ سرعان ما بادَروا إلى عملية الحفر بعدما أعفَتهم الصُّدفة من شقاء التنقيب.
مبعوث الجريدة إلى عين المكان ، بطلب من ساكنة الدوار، وقف مَشْدوهاً أمام تُحفة فنية حديثة التشييد، تجسدت فيها عددا من المعاني واختصرت الكثير من الكلام: الحلم بالماء، “واهب الحياة” ، أصبح حقيقةً بفضل نوع من “تويزة” جعلت إرادة شباب الدوار، الذي اكتوى بحرارة العطش لسنوات طويلة، و كلفه البحث عن الماء وقته و عمره و مستقبله، تتحول إلى قوة ضاربة في باطن الأرض التي كان يعتقد أنها مجرد طبقة من صخور لتواجدها بين سفحي جبلين شامخين، يُعدَّان من معالم المنطقة، و هما الجبل الأسود و الجبل الأبيض، المعروف باسم جبل سيدي مسعود.
السكان استعانوا بمجلس جماعة الوردزاغ الذي استطاع، مشكوراً، أن يوفر لهم حوالي 1000 طوبة أجور من الحجم الصغير و بضعة أكياس من الإسمنت؛ وهو التمويل العَينِيُّ الذي مكنهم من تحديد المعالم الأولية للبئر، في انتظار دخول السلطات الإقليمية، في شخص عامل صاحب الجلالة على إقليم تاونات المشهود له بنفَسه الخيِّر و مبادراته السبَّاقة إلى إحداث التغيير الإيجابي في حياة المواطن التوناتي، في المركز كما المحيط، من أجل تحويل هذا الاكتشاف إلى حدث ذي أبعاد و طنية من خلال إرسال آلة لحفر الآبار، من أجل تعميق الحفر إلى مستويات أعمق، و الإشراف على مشروع استكمال البئر الذي يرجح أن يكون بحَجْم مُعجِزةٍ بإقليم تاونات، و سيغير البنية الاجتماعية و الاقتصادية ليس فقط للدوار و محيطه، بل لإقليم تاونات قاطِبةً.

*عضو الأمانة الإقليمية للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة – تاونات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق