أخبارنافذة على الثقافة و الفن

مسابقة “حلم” في قناة (MBC) والارتقاء الاجتماعي الانتقائي

الحلم

للسنة العاشرة وقناة (MBC) توسع مساحة الحلم في الارتقاء الاجتماعي لمشاهديها عبر برنامج “صدى الملاعب”، دون أن تفكر في أنها تعمق الإيمان بالوهم الطبقي في إمكانية الرقي الاجتماعي وتجاوز واقع البؤس والهشاشة والإقصاء الذي يعيش فيه السواد الأعظم من محرومي مشاهديها في العالم العربي والإسلامي، ودون أن تكشف عن حقيقة الدور الديماغوجي والدعائي لهذا البرنامج المسكن والمروض والمغذي لأحلام المحرومين المصادرة في واقعهم المعيشي اليومي القهري.

سيقول منتقدونا إنها مجرد فقرة في برنامج “صدى الملاعب” الرياضي، وليست من جوانب السياسة الإعلامية لقناة (MBC) التي تمتلك برامج أخرى فنية وثقافية واجتماعية وسياسية إلى آخر المبررات الجاهزة التي لا نعارضها في المستقلة بريس، لكن تموقع المسابقة في البرنامج الرياضي وإشعاعه الجماهيري هو الذي يطرح أكثر من علامة استفهام، فعوض أن يوسع “صدى الملاعب” من مواده الرياضية التي لا تهتم بالنتائج فقط، بل بالسياسات الرياضية العربية من خلال الحوار مع المسؤولين والفرق و المهتمين والمتابعة بالوثائق والرصد الصحفي.

طبعا، لسنا ضد هذا العمل الاجتماعي التكافلي الذي تستهدفه مسابقة “حلم ” في برنامج “صدى الملاعب”، لكن لا يجب أن يغيب مخاطر الوعي المزيف الذي يقوم بالترويج له لصالح الواقع الطبقي الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والمكرس للوعي المزيف في التحرر من القهر العربي السائد، وإشعار الحالمين عبر المشاركة في المسابقة بالحلم الوردي القابل للتحقق مقابل الاتصال الهاتفي الذي يسرق بواسطته ما يدفعونه في هذه المكالمات الهاتفية التي تتجاوز أحيانا 10 دولارات في المكالمة الواحدة.

إن قناة (MBC) بهذا البرنامج “حلم” في نظرنا في المستقلة بريس، تقوم بسرقة جيوب المواطنين العرب، وتمويل الفائز من المبلغ المرصود في المسابقة ضمن الثمانية الفائزين بها، ومن المؤكد، أن مسؤولي القناة يعرفون أنهم بمثل هذه المسابقات يكرسون الحقيقة العارية بأنهم يساهمون في تكريس ثقافة الأوهام والأحلام التي تصون الواقع الطبقي السائد وتزكيه مشروعيته، كما هو في جميع الأنظمة .. وبالتالي، أنها تروج للرأسمالية الخبيثة في عالمنا العربي والإسلامي في إطار البحث عن شروط وقنوات التسلح بها من قبل العرب المنحدرين من القاع الاجتماعي المقهور الذي يجب أن يحلم بالغد الأفضل عبر انتظار فرصته في هذا الحلم الطبقي المفضوح الذي لن يتحقق للجميع.

نحن نؤمن بحق قناة (MBC) وغيرها في توسيع قاعدة مشاهديها لبرامجها بكل الوسائل الدعائية المتاحة، لكننا ضد سرقة جيوب مشاهديها بواسطة هذه المسابقات المشبوهة التي تختلف عن الرهانات والألعاب الرياضية التي يبحث هواتها عن الفرصة في الفوز بجوائزها، وما الزيادة في مبلغ مسابقة “حلم” إلى 20 مليون دولار إلا تجسيدا لهذه الحقيقة التي يتنافس عليها جميع الحالمين بالفوز بها، والتي لن تغير من واقع القهر والبؤس الذي يتمدد في مجتمعنا العربي والإسلامي بكل وسائل التزييف والعبث التي توظفها الأقلية الميسورة لتأمين وتحصين شرعية نظامها الطبقي القهري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق