كلمة النقابة

في أفق مؤتمر المناخ بمراكش

ضرورة التزام الدول الصناعية الكبرى بتقليص نفاياتها المساهمة في الاحتباس الحراري

أصبحت مشاريع حماية البيئة والتوازن المناخي من أهم التحديات التي ترهن حاضر ومستقبل المجتمع الإنساني في الظرف الراهن بعد اتضاح مساوئ ومخاطر ما يتعرض له المناخ والغطاء النباتي من كوارث في ارتفاع الحرارة، وسوء توزيع التساقطات والأعاصير المدمرة، وتقلص مساحة الجليد في القطبين، نتيجة الاحتباس الحراري بفعل زيادة في أكسيد الكربون وتناقص الأكسجين في الغلاف الغازي، حيث أصبحت طبقة الأوزون مهددة باتساع الثقب الذي يهدد تماسكها وحمايتها من خطر الإشعاع الشمسي المؤثر على المناخ والبيئة والوجود الإنساني في الأرض، والذي يترجمه اختلال النسب في توزيع الحرارة والتساقطات وحركة الرياح وحرارة الطقس في العالم، حسب خطوط العرض المحددة للمناخ في الفصول الأربعة.

إن ما يتعرض له العالم اليوم في ظل غياب روح المسؤولية البيئية في الاقتصاد العالمي والذي يمكن في تفاقم تهديدات ما أصبح يعرف بالاحتباس الحراري تعود آثاره المدمرة للدول الصناعية، التي ترمي بنفاياتها الصناعية المتمثلة في النسب المرتفعة لغازات ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من مصانعها، ومن احتراق المواد البترولية الغازية في أنماط استهلاكها الحديثة في تجمعاتها السكانية الكبرى، هو الذي أدى إلى اختلال التوازن في المناخ العالمي، واتساع ثقب طبقة الأوزون إلى جانب تراجع الأكسجين في الغلاف الغازي، نتيجة تراجع الغطاء النباتي الطبيعي في المنطقة الاستوائية التي كانت تحمي التوازن في توزيع الحرارة والتساقطات وحركة الرياح في العالم .. ونعتبر في المستقلة بريس أنه بدون وصول الدول الصناعية الكبرى إلى التقيد والاحترام الفعلي لتخفيض الانبعاثات الحرارية والغازية منها إلى 20 ، ستظل المخاطر مطروحة رغم أهمية كل التوصيات التي صدرت والتي ستصدر عن المؤتمرات العالمية للمناخ، فهذه الدول الصناعية هي المعنية بحماية البيئة وتقليص التلوث المؤثر في زيادة الاحتباس الحراري، وبدون ذلك ستظل الرهانات على تقليص الاحتباس الحراري ومخاطره على البيئة قائمة، ويمكن أن تكون لها عواقب خطيرة على المدى القريب بعد تزايد مطالب المنظمات البيئية بضرورة تفعيل الاتفاقيات الدولية في هذا المجال و زيادة التعبئة المجتمعية في مجال ثقافة البيئة لتقليص الأنشطة المهددة للبيئة والتوازن المناخي.

من المؤكد، أن الجميع اليوم يدرك حجم الكوارث البيئية المتوقعة إن لم تسارع الدول الصناعية الكبرى إلى تخفيض الانبعاثات الغازية في أقرب وقت ممكن لتدارك حجم الخسارة المنتظرة في زيادة منسوب المياه وارتفاع الحرارة، إذا ما استمرت سياساتها الصناعية على ما هي عليه من انفلات وغياب الشعور بالمسؤولية في الصناعة الثقيلة، واستغلال الفحم والبترول والغاز في صناعاتها، وإنتاج الكهرباء والمحروقات .. فهل ستلتزم الدول الصناعية الغنية بهذه الاتفاقيات الصادرة عن مؤتمرات المناخ العالمية السابقة ..؟ وهل تمتلك مشاريع جديدة في هذا الإطار من أجل الاستئناس بها في مجال محاربة الاحتباس الحراري وتقليص المخاطر على المناخ والبيئة والاستقرار، أو الحياة البشرية في عالمنا ..؟ أم أنها تفتقر إلى ذلك وليس لديها الاستعداد لتوسيع مساهمتها لتدارك المساوئ في المستقبل ..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق