نافذة على الثقافة و الفن

السينما بين القديم والحديث ..!

910-1

عبد الكريم بالعايدي

بدأت صناعة السينما متواضعة .. ففي سنة 1919، كانت السينما عبارة عن صناديق تعرض فيها الصور المتحركة .. وفي سنوات 1929 / 1934، كانت تنتج الأفلام الصامتة بالأبيض والأسود، مثل أفلام “شارلي شابلن”، وبعدها توصيات الصناعة السينمائية إلى إخراج أفلام ناطقة، وأخيرا جاء التقاط الأفلام بالألوان الطبيعية.

السينما فن تمثيلي من نوع خاص، يختلف عن العمل المسرحي اختلافا كبيرا جدا .. فإذا كان المسرح مرتبطا بالخشبة والستارة والقاعة والجمهور المحدود والدخل الزهيد .. فإن مجالات تحرك السينما شاسعة وغير محدودة، تشمل كل الأمكنة التي يصل إليها الإنسان بقوته الذاتية، وبوسائل المواصلات العصرية وبعدسات الكاميرا في الأرض وفي البحار وفي الجو، بل إن السينما أخذت تخلق لنفسها عوالم اصطناعية لا وجود لها إلا في الخيال، كما يحدث في الاستوديوهات السينمائية اليوم.

على كل حال، فإن السينما والمسرح يشتركان في كونهما يقدمان معا قصصا مشخصة عن طريق أدوار التمثيل، لكن تمثيل القصة السينمائية يتم مرة واحدة -مهما استغرق من الوقت- وينتهي الأمر بإنجاز الفيلم الذي يبقى مستودعا أمينا لهذه القصة المشخصة بحركاتها وحوارها ومناظرها الحقيقية والاصطناعية، وقد أعطت التقنية والصناعة للسينما إمكانيات لا محدودة، سواء في مجال تقديم المناظر والمشاهد، أو في مجال التمثيل، أو في مجال استغلال الأفلام اقتصاديا، لأن الفيلم يسجل في أشرطة متعددة النسخ ويعاد عرضه آلاف المرات، وفي ملايين القاعات وأمام جماهير عالمية، مما يؤدي إلى مدخول مالي ضخم، ويتكرر هذا الأمر يوميا وعلى مدى السنين .. ولهذا، فإن السينما صناعة مريحة، وهي كذلك صناعة للتمثيل والعرض تستطيع أن تقدم الواقع والحقائق المجردة كما في الأفلام الوثائقية، وتستطيع أن تغرق في الخيال فتقدم خوارق وعجائب اصطناعية مدهشة، وذلك بفضل تقنية الالتقاط والتسجيل وإيداع التصوير وبراعته إلى آخر ما هنالك من أوصاف السينما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق