أخبارمنبر حر

لك الله يا تامالت .. !

%d8%aa%d8%a7%d9%85%d8%a7%d9%84%d8%aa

*فيصل زقاد

ها قد مات محمد تامالت، مات وحيدا و وري الثرى .. قال كلمته و رحل.

و لمن لا يعرف تامالت فهو إعلامي مقيم في بريطانيا، تم سجنه من طرف السلطات الجزائرية بسنتين سجنا بتهمتي “إهانة هيئة نظامية” و”الإساءة إلى رئيس الجمهورية بعبارات تتضمن السب والقذف”، فأضرب عن الطعام لمدة طويلة، حتى تدهورت صحته و مات في السجن

رحل محمد ليتركنا نعيش حياة الذل و المهانة، جبناء لا نتفوه بكلمة حق، مات في “جزائر العزة و الكرامة، و “أرفع راسك يا با” كما باتوا يصدعون رؤوسنا بها.

تامالت مات مسجونا، و كتب اسمه في سجل التاريخ بكلمات من رصاص .. تاريخ سيشهد لفخامته أنه أول رئيس في جزائر الاستقلال و الحرية، أدخل صحفي في عهده السجن و مات فيه .

هي مفارقة حقا عجيبة .. فالرئيس أسس لدستور واختار أن تبدأ ديباجته بجملة رنانة ” الشّعب الجزائريّ شعب حرّ، ومصمّم على البقاء حرّا” لكن تامالت مات مسجونا .

تامالت الذي طالب طيلة أطوار جلسة المحاكمة ونادى ببراءته من تهم باطلة، ودافع عن نفسه بكل شراسة ليثبت أمام هيئة المحكمة أنه لم يشتم و لم يهن، ولم يقذف أي كان.

تامالت الذي ظل يوضح للقاضي بأنه اكتفى فقط بوصف الأحداث والفساد الذي استشرى بين أبناء الوزراء والنافذين في دواليب السلطة بصفتهم أبناء شخصيات عامة، وأنهم يتجولون عبر أنحاء العالم بأموال الشعب.

تامالت لم يختلس أموال الشعب .. تامالت عبر عن رأيه بطريقته الخاصة فقط، فسجن و مات، أما من اختلسوا البلاد و باعوا الوطن بثمن بخس هم أحرار طلقاء .

و أخيرأ، رحل تامالت و ترك وراءه سؤال طويل عريض وجهه للقاضي قائلا له : “لماذا هم يملكون حق ممارسة الفساد .. ولا نملك نحن حق الانتقاد”..؟

قر عينا يا تامالت، فستجد الجواب عند رب العزة، فهو رب لا يظلم عنده أحد .

* فيصل زقاد محامي و ناشط حقوقي جزائري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق