أخبارالرياضة

ما هذا الارتباك في تدبير الشأن الكروي يا مسؤولي الجامعة ..؟

frmf-1

مع توالي دورات البطولة الاحترافية وانعدام الضوء في معالجة المشاكل التي تعيش عليها عدة أندية في العصبة الاحترافية، خاصة الرجاء والنادي القنيطري والكوكب المراكشي، وبدرجة أقل كل من خريبكة وأسفي والوداد والتي يتم التعامل معها من قبل لجن المنازعات والبرمجة والتحكيم بمنهجية التصعيد والانتقام، مما فتح المجال للتساؤل عن الأهداف من وعود الجامعة بكل أجهزتها في بطولة ممولة من قبل اتصالات المغرب، وما الفائدة من وجود أجهزتها التي لم تتمكن من معالجة أي مشكل، اللهم الإمعان في فرض القرارات بدون موافقة الفاعلين عليها والنزاهة في اللجوء إليها.

إن الجامعة الملكية لكرة القدم مدعوة لاستحضار ما جاء في المناظرة الوطنية الأولى للرياضة، التي ترأسها جلالة الملك، وترجمة توصياتها بمشاركة كافة الأطراف الكروية المعنية، والابتعاد عن الأسلوب البيروقراطي المنبوذ في تدبير الواقع الكروي بالوطن، وفتح المجال أمام كافة الفاعلين والمهتمين بالشأن الكروي للمساهمة في خلق شروط الإقلاع الكروي الحقيقي، بدل الاستمرار في سياسة النعامة التي تغرس رأسها في الرمال وتعتقد أن لا أحد يرى جسدها.

نحن لا نريد في المستقلة بريس، فتح المجال لتوجيه الانتقادات والاتهامات لأي مسؤول فيما جرى منذ المناظرة الوطنية إلى الآن، إنما نريد ما يبرر ضرورة طي هذه السياسة العرجاء في تدبير الشأن الكروي، كما أن ما جرى في الندوة التي عقدت بالصخيرات يمكن أن يشكل مدخلا لإعادة النظر في كل جوانب السياسة التي تفهمها الجامعة حتى الآن .. وليسمح لنا رئيس الجامعة ومن يشاركه في المكتب الجامعي، بأن نقول لهم مباشرة، أن ما تعيشه كرة القدم الوطنية لم يعد أي مغربي يتحمله، فبالأحرى الأطراف الممارسة من مسيرين ولاعبين ومدربين وتقنيين والجمهور الذي أصبح غير مرغوب فيه في إطار السياسة الانتقامية التي لانعرف متى يتم التراجع عنها، انطلاقا من أن الفرجة في ملاعب كرة القدم يخلقها الجمهور أولا قبل الفرق وطبيعة المقابلات.

من موقعنا في المستقلة بريس، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نخاطبكم يامسؤولي الجامعة لنلفت أنظاركم إلى ما أصبح عليه واقعنا الكروي الذي يجب إنقاذه من الأزمة المفتعلة والمتعددة التي تستلزم المعالجة الشمولية المتوافق عليها مع جميع مكونات المشهد الكروي المغربي، في العصب والفرق وهيئات التحكيم والتدريب، الواقع الذي أصبح يتطلب حلولا فاعلة وكفيلة بتجاوز المشاكل المطروحة التي تفاقمت وتناسلت مخلفاتها، سواء على الجامعة نفسها أو على العصب أو على الفرق أو الجماهير.

إن فتح النقاش العمومي حول المشاكل المطروحة أصبح من الأولويات المستعجلة يارئيس جامعتنا، ومن دون شك أن الندوة الأخيرة لا تكف للحد من ما يوجد من إشكاليات مالية وإدارية وتقنية التي تؤثر على السير العادي والطبيعي للشأن الكروي الوطني، الذي لم يتمكن من التغلب على الإكراهات التي تواجهه، وانخرط الجميع في تصفية الحسابات، بدل توظيف الوسائل المتاحة لتطويقها وإعادة الدفء إلى كافة المعنيين بمصير كرة القدم في الوطن، إن كانت هناك إرادة حقيقية في تجاوز السلبيات الحالية التي تهدد حاضر ومستقبل الشأن الكروي الوطني بأسوأ العواقب التي لا يرغب فيها الجميع.

إذن، عليكم يا مسؤولي المشهد الكروي أن تضعوا مصلحة الوطن والمواطنين فوق جميع الاعتبارات والأولويات في أفق تمهيد الطريق نحو رؤيا علاجية كفيلة بتطويق خطورة المشاكل التي يعيشها المشهد الكروي في الظرف الراهن، فنحن كباقي مكونات الرأي العام الوطني لن نسكت عن ما يجري في مشهدنا الرياضي ونحملكم المسؤولية المباشرة في كل التداعيات والتجاوزات التي تقع .. فإن كنتم عاجزين عن القيام بمهامكم فبإمكانكم تقديم الاستقالة، لأن المغرب لا يفتقر إلى الطاقات والأدمغة القادرة على وقف النزيف والارتقاء بواقع الساحرة المستديرة في الوطن، في كل المجالات الإدارية والتقنية والمالية والرياضية .. فأي الطرق أسهل لكم من أجل احتواء الأزمة الحالية التي تعيشها الكرة المغربية يا مسؤولي جامعتنا المحترمين ..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق