أخبارمنبر حر

الوطن ليس خرابا ..!

الجزائر / فيصل زقاد

اFAYSSALستفزني كثيرا ما كتبه مدير جريدة “الحوار”الجزائرية، السيد يعقوبي في تغريدته عبرصفحته بالفضاء الأزرق، عندما حاول على مضض إعطاء تفسيرا آخر لتساؤل “روبرت فيسك عن “السبب الذي جعل من بيوت العرب في غاية النَّظافة، بينما شوارعهم على النَّقيض من ذلك”، هو التساؤل الذي أجاب عنه بنفسه، بأنَّ العرب يشعرون أنَّهم يملكون بيوتهم، لكنهم لا يشعرون أنَّهم يملكون أوطانهم”

و من بين المؤاخذات التي سجلتها على السيد يعقوبي، و أرجو أن لا يضيق صدره بها :

أولا ـ يبدو أن “سي يعقوبي أصبح يكتب فقط لطبقة معينة من المجتمع، دون أخرى، بدليل أنه لم يعرف المتلقي، بشخص “روبرت فيسك” هذا، فلهذا أجدني مضطرا أن أعرف به القارئ الكريم، حتى يفهم الدوافع التي أدت به لاستنتاجاته هذه.

“روبرت فيسك” هوصحفي بريطاني و المراسل الخاص لمنطقة الشرق الأوسط لصحيفة الأندبندنت البريطانية، عاش كثيرا في بيروت، يعتبر أشهر مراسل غربي خلال ثلاثين سنة من تغطيته لأبرز الأحداث، منها الحرب الأهلية اللبنانية، وكان شاهدا على مذبحة صبرا وشاتيلا والثورة الإيرانية والحرب العراقية الإيرانية ومجزرة حماة وحرب الخليج الأولى، وغزو العراق 2003، ومذبحة قطاع غزة 2008/2009، ويعتبر من المراسلين الغربيين القلائل الذين أجروا مقابلة مع أسامة بن لادن، ويعتبر فيسك من المعارضين لسياسة بريطانيا وأمريكا أو ما أسماها الأنغلو ساكسونيون، وله كتاب بعنوان “الحرب من أجل الحضارة .. السيطرة على الشرق الأوسط” .. لهذا استطاع هذا الصحفي أن يخرج بهذا الانطباع عنا نحن العرب ..!

ثانيا ـ السيد يعقوبي حاول مجاراة الصحفي البريطاني و التسويق لطرح خاطئ، مفاده “أن العرب لا يشعرون بالانتماء لوطنهم”، عندما أيد فكرة “أن العرب لا يشعرون أنهم يملكون أوطانهم” و هو خطأ فادح، لا يغتفر، لأن العرب أكثر شعبا يعتزون بوطنيتهم، بدليل أنهم يعتبرون أن “حب الوطن من الإيمان “، لكنهم يرون بأم أعينهم، وطنهم يغتصب، و يريدون تنظيفه من المحتل أولا.

ثالثا ـ نحن “لا نخلط بين مفهوم الوطن ومفهوم الحكومة، فنعتبرهما واحداً” كما تقول، بل العكس تماما، نحن نرى أن هذه السلطة التي سميتها أنت حشوا حكومة هي التي اغتصبت منا الوطن عنوة، و نريد أن نسترده منها، بكل الوسائل المتاحة، حتى و لو تطلب منا الأمر أن نضحي بأنفسنا و بأموالنا التي اختلسها منا هؤلاء الذين ائتمناهم، فخانوا الأمانة .

رابعا ـ حضرة الصحفي المحترم قال أيضا، “أن، لا حكومة تبقى للأبد” و أن الوطن باق”، و هو كلام غير دقيق، فالسلطة التي ما زال يسميها حكومة، بقيت جاثمة على قلوبنا نحن العرب، و ها هو الوطن العربي أصبح خرابا، أما هؤلاء، فما زالوا هنا، يحكمون في المقابر.

خامسا ـ و هي أهم مؤاخذة لي سجلتها على السيد يعقوبي، و هو تساؤل أيضا: لماذا غيرت من خطك الافتتاحي يا “سي يعقوبي”، أنت الذي كنت دائما تحب التخندق معنا نحن الشعب الأعزل، فأصبحت تصطف مع المطبلين لهذه الأنظمة المتسلطة، أتراك اخترت أموال الإشهار التي يضخها صديقك وزير الاتصال، الذي نسي-هو أيضا- زملاءه في مهنة المتاعب في حين غفلة من “الاستوزار ..؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق