للمستقلة رأي

ما هذه الاتهامات للدولة باغتيال السياسيين ياحميد شباط ..؟

شباط

رغم حذف بلاغ حزب الاستقلال الذي يتهم فيه حميد شباط فيما أصبح يعرف بالدولة العميقة أو التحكم باغتيال السياسيين، وذلك لاحتواء الضجة التي طرحها موقفه من موريتانيا، الذي أثار استياء نظامها مؤخرا، والذي تم تجاوزه وتصريفه في انتخاب رئيس مجلس النواب ومسلسل المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة، وصراعه مع صقور حزبه، الذين اتخذ فيهم قرارات التجميد حتى لا يشكلوا خطرا عليه في المؤتمر الوطني للحزب في الربيع المقبل.

ما يهمنا في المستقلة بريس، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، هو الاتهام الذي دفع وزارة الداخلية إلى تقديم شكوى قضائية ضده، على إثر اتهاماته لهؤلاء الذين يقفون وراء اغتيال السياسيين في واد الشرط .. فهل ياترى يمكن للأمين العام لحزب الاستقلال تنوير الرأي العام بحقيقة هذه الاتهامات ..؟ وهل الرأي العام الوطني الذي تابع أسباب رحيل المرحومين الزايدي وباها لم يقتنع بما قدمته التحقيقات القضائية حول أسباب الوفاة ..؟ وهل هذا الملف الذي طوي نهائيا من قبل العائلات والأحزاب يجب فتحه مرة أخرى ..؟ وهل هناك مخططا لتصفية واغتيال شباط بالفعل ..؟

من الكبائر التي لا يجب السكوت عنها في مثل هذه المواقف التصعيدية، التي يلجأ إليها مثل هؤلاء الذين يريدون إثارة الأضواء الكاشفة حول شخوصهم الباهتة، التي اختارت نهج افتعال المواقف التي لا تتناسب ومواقفهم الكارتونية المثيرة للجدل في مشهدنا السياسي والحزبي، عوض التواضع والاعتراف بالعجز، يحاولون النفخ في شخصياتهم ومواقفهم المسرحية الساذجة التي لم تقدم القيمة المضافة عن ما يملكونه من مؤهلات وخبرات يمكن أن تساهم في الارتقاء بالمشهد السياسي الوطني.

من البديهي الذي كان على حميد شباط الاشتغال عليه، هو أن يقوم بتقييم أدائه على مستوى حزبه أولا، قبل الإقدام على اتهام الآخرين .. فماذا قدم ك. كاريزما حزبية حتى الآن ..؟ وفيما تتجلى عناصر النبوغ والفعالية في التأثير على المشهد الحزبي والسياسي الوطني ..؟ وهل بإمكانه توضيح طبيعة الزلزال الذي بدأ يطبع مواقفه قبل وما بعد الانتخابات الجماعية والبرلمانية الأخيرة ..؟ وماذا يريد بهذا التصعيد في هذه المواقف التي تضر بحزب الاستقلال ..؟

إن الواقع الوطني الراهن لا يجب التعامل معه من قبل الفاعلين السياسيين بهذه المواقف المغرقة في العبثية والسطحية والانتهازية، التي تدين أصحابها ولا تؤشر على التطور الإيجابي في التعاطي مع الواقع الوطني بما تفرضه المرحلة من روح المواطنة والمسؤولية، والوعي السليم بخلفيات ظروف وفاة احمد الزايدي وعبد اللـه باها رحمهما اللـه .. فكل ما عبرت عنه ياشباط يختلط فيه الانفعال والرغبة في التصعيد اللامسؤول ضد خصومك في الحزب وخارجه .. ونعتبره في المستقلة بريس، إصرارا مرضيا تحتاج فيه شخصيا إلى التحكم الإرادي في تداعياته لأنه قد يوصلك إلى الدرجة التي تفتقد فيها القدرة على التحكم في ردود فعلك التي تخلق لك المزيد من المشاكل، وهذا لا يليق بك كزعيم سياسي ونائب برلماني.

إذن، لا حاجة لك يا أمين عام حزب الاستقلال لتبرير الفشل بأخطاء تؤكد صحة ما يقال وينشر عنك، فموقعك الحزبي والسياسي يفرض عليك عدم التسرع كما يفعل الكثيرون اليوم، وتأكد أن إقناع الآخرين بصحة مواقفك يتطلب منك شئت أم أبيت التنازل واحترام قناعات الآخرين .. أما الرهان على المزايدات التصعيدية الكيدية فإنها تقوي مواقف خصومك حتى وإن كانت خاطئة ضدك، ولك أن تقتضي في نهاية المطاف بمن ينصحك بعدم الاستمرار في ارتكاب المزيد من الأخطاء القاتلة في السلوك الحزبي والسياسي.

نحن في المستقلة بريس، نتعامل في تعليقاتنا بالموضوعية التي تجعل أسئلتنا بعيدة كل البعد على أن تتسم بالسذاجة السياسية التي يتميز بها مكر المحترفين، الذين يفتعلون المشاكل من أجل الركوب عليها لفرملة تطلعات خصومهم، كما توضحها مواقفك وتصرفاتك يا حميد الأخيرة، والتي هي غير بعيدة عن تصرفات الكثيرين الذين أصابهم مرض الخراف .. الذين اضطروا إلى الرجوع إلى الكواليس واستسلموا لصيرورة الزمن السياسي، واستقالوا من مسؤولياتهم القيادية، وقد لا تكون هذه أو غيرها من الفرضيات التي يناقشها سكان العالم الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي عن “الحدث الضجة” الذي أثرته يا حميد شباط بتصريحك الناري ضد خصومك جميعا .. وقد تكون لعنة واد الشراط التي وجدت فيها الضحية المحتمل بعد أن فقدت القدرة على التحكم في انفعالاتك و ردود فعلك الغير مطلوبة منك في هذه الفترة التي يعيشها المشهد السياسي الوطني، الذي يصر أطرافه على التصعيد والتطرف في مواقفهم ضد بعضهم البعض.

إن تحليلاتنا للشأن السياسي والحزبي الوطني من هذه الرؤيا النقدية الموضوعية نتطلع دائما إلى أن يكون موضوع حوارنا أرضية للبحث والعلاج والاجتهاد في الفعل والموقف الحزبي والسياسي، في أفق تصحيحه وتوجيه صاحبه نحو ما يعزز مصداقيته وشرعية التعبير عنه .. فهل هناك من نظر جاد ومسؤول، بدل اللجوء إلى التصعيد الهدام الذي يحول معركتك إلى ما يجعلك في قفص الاتهام، سيما إذا كان بإمكانك التعبير عن وجهة نظرك القادرة على إقناع خصومك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق