أخبارمنبر حر

هذه فرصتك يا مواطن .. !

في في

فيصل زقاد

بحكم معرفتي الواسعة بخبايا الحملات الانتخابية على اختلاف مسمياتها، بداية بالتشريعيات .. مرورا بالمحليات .. وصولا إلى الرئاسيات، أعلم جيدا ما سيلاقيه المترشحون المساكين، خلال الاستحقاقات القادمة، خاصة أثناء مواجهتهم للمواطنين، و استقبالهم البارد لهم ( هذا في أحسن الأحوال)، و لا أريد أن أصف لكم أسوءها، لأنهم سيرون الجحيم أمامهم، و سيلعنون اليوم الذي فكروا فيه الترشح، سيشعرون بذل ما بعده ذل، و خذلان لم يشعروا به طيلة حياتهم .

سيجدون مواطنا آخر، ليس كما ألفوه من قبل، سيجدون مواطنا حاقدا على كل من يستقبله، سيستهزئ بهم، مثلما يستهزئ القاضي الجزائري بالمتهم حتى و لو كان بريئا، سيسألهم ماذا سيقدمون له شخصيا، و كم من الأموال سيدفعونها له من أجل منحهم صوته، لأنه يعلم أن صوته في هذا اليوم الأغر غالي و غالي جدا، عكس الأيام الأخرى، التي يصبح فيها صوته نشازا، و لا يكاد يبين .

سيتجرعون المر و يكابدون الويل، سيتكلمون و يتكلمون، و لن يأبه بهم المواطن، سيعدونه بفتح الطرقات و إيصال الكهرباء و الغاز، و تقريب الإدارة من أنفه، و لن يقبل بذلك، سيقطعون عهودا و عهودا بأنهم سينجزون في كل قرية جامعة، و في كل دشرة مستشفى (طبعا للأمراض العقلية ) .

سيعدونه بأنهم سيحفرون له بحارا للاستجمام و السياحة، لمن ليس له بحر، سيعدونه بالدخول إلى جنة الفردوس، لأن لهم علاقة طيبة مع الخالق (أنا أتحدث هنا عن أصحاب البرنامج الإسلامي)، لكن المواطن الأبله لا يريد أن يدخل جنتهم، و سيختار نار برنامج الرئيس الذي سيحتفل بسنته الخامسة، التي قاطع من خلالها الشعب الجزائري و لم يعد يخاطبه بتاتا .

سيحلفون له أنهم سيفتحون مداومات طول العهدة التشريعية، و سيوصلون انشغالاتهم إلى (الفوق)، هم يقصدون طبعا سقف المداومة إن فتحت أصلا، لأنها لن تتجاوز ذلك السقف، و سيرفض هذا المواطن الذي أصبح لا يعرف حقه من واجبه، فقد فهم أن حقه الوحيد هو ورقة التصويت، و هي فرصته الوحيدة لقمع هؤلاء المترشحين … و لكم أن تتخيلوا ذلك ..!

في النهاية، و في جملة بسيطة، سألخص لكم وضع هؤلاء المترشحين، الذين لن يحسدوا عليه أبدا … ” سيفعل بهم المواطن الأفاعيل”، لأنها فرصته التي لا تأتي إلا مرة كل خمس سنوات، و قد تأتي و لن تجده، لأنه سيكون في عداد الموتى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق