أخبارمنبر حر

فتنة رؤوس القوائم

FAYSSAL

          فيصل زقاد

طفت هذه الأيام على السطح صراعات الأحزاب، بما فيها أحزاب المولاة و أحزاب المعارضة (التي تعارض المعارضة و تشارك السلطة الانتخابات و الحكومة، إن حن قلب هذه الأخيرة و منت عليها ببعض الحقائب التي باتت تسيل لعابها)، فاشتعلت الحرب، و اشتدت ضراوتها كلما اقتربت ساعة الحسم، و ها هو آخر يوم على إيداع القوائم الانتخابية قد لاحت ظلاله، فكان المخاض عسيرا، و كثر اللغط عن متصدر القوائم الحزبية، حتى انتهى بها المطاف إلى الضرب تحت الحزام .. إلا أن هذه الممارسات، باتت تؤرق رؤساء التشكيلات السياسية، و خاصة منها التي لملمت شملها مؤخرا بعد شتات طويل، كل هذا بإيعاز من أصحاب القرار في النظام، لتشكل بذلك “تحلفات” (عفوا تحالفات )، قد تفترق و تتناثر كحبات العقد، بعد استحقاقات ماي القادم كأقصى تقدير .

طبعا، المواطن الجزائري أصبح لا يهمه من سيتصدر هذه القائمة أو تلك، لأنه يري نفسه غير معني بها على الإطلاق، فهو يعلم علم اليقين بأن الانتخابات القادمة، ستكون بدون شك، نسخة طبق الأصل لسابقتها، أو أسوء منها، و لن يكون لها بالتالي، لا طعم و لا رائحة، ما عدا رائحة الشكارة التي ألفناها من قبل .

لكن، و رغم أننا كنا نعيب على أحزاب السلطة هذه الممارسات المشينة، إلا أن الإسلاميين بدورهم، أصبحوا يزاحمون أجهزة السلطة (الأفلان و الأرندي)، بل تعدى التلميذ معلمه بكثير .

فما حدث في حزب عبد الله جاب الله و عبد الرزاق مقري أغلق اللعبة السياسية كلية، و أعطى الانطباع أن ما تبقى من مصداقية لهذه الانتخابات، أجهزت عليها هذه الأحزاب المسماة ظلما بالأحزاب الإسلامية

فبعدما استهوتهم عملية بيع رؤوس القوائم، وما تدره من أموال طائلة، تغدقها عليهم شخصيات، اصطلح على تسميتها برجال المال و الأعمال، راحوا يمنحونها لمن يدفع أكثر من هؤلاء الذين سيسعون جاهدين لاسترجاعها خلال العهدة القادمة، إن نجحوا طبعا، و إن خسروا، فعوضهم على الله.

الأمر الأكيد في كل هذا الحراك العفن، هو أننا سنحن لأيام برلمان “الحفافات” الذي ستنتهي عهدته خلال الأسابيع القليلة القادمة، هذا المجلس الذي تمخض عنه على الأقل برلمانيون نزهاء، دافعوا عمن زكاهم قدر استطاعتهم .

صحيح أنهم ثلة قليلة، يحسبون على رؤوس أصابع اليد الواحدة، لكنهم قالوا كلمة حق و رفضوا قوانين العار التي سنتها الحكومة ضد المواطن الغلبان، و لم يبيعوا ذممهم و ضمائرهم من أجل دراهم معدودة، فمنهم من استقال، و منهم من أكمل عهدته، و ما بدلوا تبديلا، لكنهم حلفوا بالثلاث ألا يعودوا مرة أخرى لهذا البرلمان المشبوه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق