أخبارمنبر حر

أيها الجمعويون .. اتركونا وحالنا نحن والفساد..!

يوسف الإدريسي

يقويوسف الإدريسيلون بملء أفواههم إن المجلس الإقليمي فاسد، والمجلس الجماعي أفسد، وإن السياسيين والإعلاميين فاسدون، والسلطة المحلية تغض الطرف عن الفساد .. كل شيء في مدينة اليوسفية في غاية الفساد بمنسوب لا يمكن أن يتصوره حتى أكثر اليوسفيين شؤما .. باستثناء الفاعلين الجمعويين الذين اختاروا لأنفسهم دور “الجوكير” الذي يحافظ على عذريته النفعية المصلحية بتغيير المواقع وتبديل المواقف حسب ما تقتضيه المصالح، وأي مصالح تلك التي تقتات من دموع الضعفاء وتتاجر بمعاناة البؤساء، حين يستضيف الجمعويون الثائرون في أنشطتهم الممولة بسخاء حاتمي الفاسدين على حد أقوالهم التي تخضع بدورها إلى حركتي مد وجزر.

الذين يروجون هذا الكلام، إما أنهم مغفلون أو يستغفلون من يعتقدونهم مغفلين، وفي الحالتين معا يصدقهم المواطن البسيط فيما يقولون به انسجاما مع سيكولوجية المستضعف التي تنزع غالبا إلى بلادة الألفة، كما يسميها سيد قطب رحمه الله.

لا نختلف كون مدينتنا تعيش الفساد بجميع أحواله وأشكاله، ولولا ذلك الفساد لما كنا لنرى نساء يلدن على رصيف المستشفى كالبهائم وما شابهها، ولما كنا لنتفرج على لطيفة الجرموني وهي تموت ببطء متسارع نحو المجهول بالرغم من النداءات والاستجداءات لإنقاذ روح سنحاسب عليها جميعا، ولما كنا لنعثر على ” با العوني” جثة هامدة تحت حائط مهترئ بسبب لعنة تشرد أصابته اضطرارا وليس اختيارا .. ومع ذلك، يصر الجمعويون على لعن الفساد والمفسدين، وفي ذات الوقت لابأس من احتضانهم واستضافتهم، مادام وجود الفساد والفاسدين ضروريا لكشف المزيد من الفساد.

أيها الجمعويون، ارحموا ضعفنا واحترموا عقولنا، فلم نعد نحتمل استغفالكم لنا .. ناموا ملء جفونكم وكلوا ملء بطونكم .. رجاء اتركونا وحالنا نحن والفساد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق