كلمة النقابة

المشهد الصحفي والإعلامي الوطني والحاجة إلى تجويد قوانينه وتوسيع مساحة حريته

كشفت الضجة التي خلفتها عملية تمرير القوانين الجديدة للصحافة والإعلام في عهد الحكومة السابقة، وما وصل إلى النقاش المجتمعي والنقابي المفتوح حولها عمق وهول الفجوة بين دعاة النهج التشاركي واللوبيات المناهضة، مما أصبح يستدعي تصحيح الأخطاء ومعالجة الأعطاب التي تضمنتها القوانين الجديدة، واستعادة الأمل للفاعلين في تجاوز ما حملته من قيود وعراقيل تهدد كل المكاسب القانونية والدستورية المحصل عليها من قبل.

المرحلة إذن مفتوحة على جميع السيناريوهات التي لا بد للفاعلين من المشاركة في تحديد ما يناسبهم منها على المستويين القانوني والتنظيمي، في أفق توفير شروط مشهد إعلامي وصحفي وطني في مستوى تطلعات الفاعلين وملائم لما يحتاجه المجتمع الديمقراطي الحداثي من صحافة وإعلام مجسد لرأي عام وطني ومستقل ومواطن، ومؤهل لمهامه في الإخبار والتنوير والرقابة المجتمعية.

قد يكون طموحنا النقابي في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أكبر من ما يمكن أن يكون لنا في مشهدنا الصحفي والإعلامي الذي يجب أن تعمل النقابات المواطنة والجادة على تخليقه وتخليصه من الفيروسات الضارة التي تعمل بجميع وسائل النصب والنهب واستغلال هذا المشهد لصالحها، حتى لا تكون المواجهة ضدها، ويعرف هؤلاء كيف يدافعون عن مصالحهم حسب ميزان القوى، حتى وإن كانت مواقفهم النقابية والصحفية والإعلامية تؤكد الانفصال الملموس بين ما يدعون إليه وما يمارسونه على أرض الواقع الصحفي والإعلامي، الذي لا زالت قاعدته العريضة تنخدع بالمواقف التي تعبر عنها هذه الفيروسات باسمهم وضدهم في نفس الوقت .. والحق يقال، أن هذه الفجوة لا زالت عميقة بين هذه القاعدة من المهنيين المغلوبة على أمرها وهؤلاء الذين تمرسوا على تقديم الطاعة والولاء لقضاء مصالحهم التي لا علاقة لها بمطالب الفاعلين الحقيقيين التي يوظفونها للمساومة والابتزاز.

إننا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نعبر عن خيبة الأمل اتجاه هذا التلوث والفساد الذي أصبح عليه واقعنا الإعلامي والصحفي، بعد أن أصبحت الغربان والمؤلفة قلوبهم على صنع الأزمات واستغلالها لمصالحهم الفردية الشخصية فقط، كما يتضح اليوم من فضيحة مشاريع القوانين التي ساهمت فيها المنظمات التي كانت مقربة من الوزارة الوصية على قطاع الاتصال والتي تنتفض اليوم ضدها.

سواء تم القبول بوجهة نظرنا النقدية والاقتراحية والتقييمية، فإن الواقع الإعلامي والصحفي ينذر بالانحطاط والإفلاس الذي أراد خصومه أن يصل إليه، سنظل على النقيض مع كل الذين يبحثون عن ثمن لدعارتهم المهنية والنقابية .. ويكفينا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أننا لا نزال نواجه هذه الكائنات الطفيلية والنفعية واللامهنية، وسنظل في هذه المعركة إلى أن يتوقف الارتجال والضحك على ذقون البسطاء من الإعلاميين والصحفيين، لأن نقابتنا ولدت لتناضل وتؤسس وتبدع، وليس للركوب على مصالح ومطالب الفاعلين الصحفيين والإعلاميين، كما تفعل هذه الكائنات الانتهازية التي توجد في جميع الهيئات والمنظمات المؤطرة لأمة المهنيين الصحفيين والإعلاميين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق