أحزاب و نقاباتأخبار

مديرية الموارد البشرية على صفيح ساخن

SMATCHU

إذا عرفت الحقوق والمكتسبات الاجتماعية لموظفي قطاع الإسكان وسياسة المدينة تراجعا خطيرا خلال الحقبة الزمنية التي تولّى فيها نبيل بنعبد الله زمام أمور الوزارة، فأمام هذه الوضعية المزرية، وفي ظل الصراع القائم، وتنامي الاحتقان في صفوف موظفي الوزارة، والاستياء الذي أصبح يعم كل الأوساط، وخاصة مع بداية الحديث والكشف عن العديد من ملفات الفساد القاتمة بالوزارة التي عرفتها كواليسها في جنح الظلام وحتى في واضحة النهار، من طرف النقابة المغربية المستقلة لقطاعات البناء والإسكان والتعمير والتنمية المجالية المعروفة اختصاراً بنقابة “سماتشو” (SMASCHU)، العضو في اتحاد النقابات المستقلة بالمغرب (USAM)، فإننا نستغرب لتصرفات السيد مدير الموارد البشرية والوسائل العامة والشؤون المالية ..! فكيف له أن يسعى إلى تأجيج الصراع القائم بين الإدارة والموظف، وتجاهل كل هذا الاحتقان، فلن يسعى من وراء ذلك إلا المزيد من صبِّ الزيت على النار ..؟!

فالمسؤول عن “أم المديريات”، وُضع في هذا المنصب لحل مشاكل موظفي الوزارة وتجاوز العقبات الإدارية، وليس لتعقيدها وعدم الاهتمام بانعكاساتها ..! فسياسة الهروب إلى الأمام، ورمي الكرة في ملاعب الآخرين، لن ولن تنفعه في شيء بالتهرّب من تحمل مسؤولياته وأداء واجباته ..! وإلا فكيف له أن ينهج سياسة صمِّ الأذُن و وضع غِشاء العيون أمام مطلب ما يناهز ال.75 موظف من الوزارة عندما طلبوا بصرف تعويضاتهم عن يوم الحراسة بمناسبة إجراء مباراة ولوج المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية للسنة الجامعية الجارية ..؟! وخاصة إذا علمنا أن المبلغ المطلوب لتجاوز هذه المعضلة المفتعلة جد هزيل، حيث لا يتعدى 35 ألف درهم، وقد لا يتجاوز جزءًا بسيطا من الامتيازات التي يستفيد منها مدير الموارد البشرية لوحده ..!

فما عساها أن تكون هذه النار الخفية التي أتت على هشيم اعتمادات الوزارة وتركت صناديقها فارغة لم تدركها رياح الخريف، وقد تكون مرت عبر أفرنة ومدخنات ديوان الوزير المخلوع، ولم ينفع معها ترجي المحرومين من مستحقاتهم والمهضومين في حقوقهم ولا انتظارات الجميع وتطلعاتهم إلى منحة يكافؤون بها عن ما قدّموه من مجهودٍ ومثابرةٍ طيلة سنةٍ خلت ..! ألا يستحق هذا تحقيقاً وتدقيقاً في حسابات الوزارة ..؟! ولما لا تٌعطى الأوامر، وهذا من أضعف الإيمان، إلى المفتشية العامة بالوزارة من دون مفتشها العام، للقيام ببحث في الموضوع، وإصدار تقرير مفصل حول النازلة، ليفهم الجميع، وخاصة مسؤولي الوزارة الذين هم في أمس الحاجة إلى ذلك، خبايا طرق صرف الميزانية، وحتى يكون الأمر رادعا لأي تجاوز أو تلاعب في حالة إن أصبح هذا الإجراء تصرفاً عادياً يُعتاد به عند نهاية كل سنة.. أليست هذه هي الشفافية المطلوبة وبداية الدعوة إلى حسن تخليق الإدارة وزرع روح المسؤولية الصادقة ..؟!

ورغم هزالة الغلاف المالي الذي تتطلبه تسوية هذه الوضعية، فإن المدير المسؤول بدأ يتفنّن في أسلوب المراوغة والتسويف وربح الوقت هو لن يكون أبداً في مصلحته .. ولتجاوز هذا الاحتقان، وتخطي هذه الوضعية المشينة، وخاصة عندما بدأت تلوح في الأفق بوادر تنظيم وقفات احتجاجية ولما لا، مسيرةً إلى مكتب السيد مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، ووزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة بالنيابة للمطالبة بمستحقاتهم المادية، حينها تدخلت نقابة “سماتشو” لتهدئة الأمور واستيعاب الغضب، موضحة للجميع بأن هذا الأمر له رجالاته، وهو لا يستحق كل هذه التجاذبات، متسائلة في نفس الوقت لما كل هذه الزوبعة في فنجان قهوة، وما الداعي إليها وما الاستفادة من ورائها وما يسعى إليه المسؤول عن تأجيجها من ربح أو هدف ..؟!

وبالفعل، تم الاتصال عشية يوم الثلاثاء 12 دجنبر الجاري، بالسيد الكاتب العام للوزارة، الذي كان الأسبوع الفارط في مهمة خارج الوطن، من أجل التدخل لتجاوز هذا الاحتقان، ـ والذي نعتبره مرة أخرى مفتعلا ـ، وتمكين موظفي قطاع الإسكان وسياسة المدينة من تعويضاتهم على غرار زملائهم العاملين بقطاع التعمير وإعداد التراب الوطني .. وقد أبدى السيد الكاتب العام مشكوراً تفهما لهذا الملف، وهذا ليس بغريب عن مسؤول هو من أبناء الوزارة الذين يتمتعون بحس اجتماعي ويُعدّون أقرب إلى انشغالات وهموم موظفي القطاع، حيث أعطى تعليماته إلى الجهات المسؤولة لتمكين المعنيين من حقوقهم كاملة غير ناقصة .. وقد علمنا أن التسوية ستتم مع بداية السنة المالية الجديدة مباشرة بعد التأشير على الميزانية ورصد الاعتمادات اللازمة .. وبه تم الإعلام والسلام..

الكتابة التنفيذية لنقابة “سماتشو”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق