أخبارمنبر حر

فضفضة على شاطئ البحر الأزرق

ذ. عبد اللـه عزوزي

في مرحلة من مراحل تاريخنا الحديث تفتقت عبقرية البعض عن مخطط كان يستهدف ضرب كل ما له صلة بالقيم و التدين من خلال التضييق، بل و محاصرة، كل المتحمسين و المؤمنين بأهمية الأخلاق في حفظ أمن المواطنين و الحفاظ على السلم و الأخوة الاجتماعية.
ELAZZOUZI

لا يشك أحد بأنه كانت هناك إستراتيجية ليست فقط وطنية، بل دولية في إطار ما سماه مخططو إستراتيجيات الإدارة الأمريكية بالحرب على الإرهاب الذي تم اختزال أسبابه في مظاهر التدين و الجلسات الروحية و دور تحفيظ القرآن الكريم (غالبها عبارة عن مرائب)، و باقي التظاهرات و المبادرات التي تتجسد فيها المرامي و الرسائل التي يدعو  إليها الإسلام .. إستراتيجية زاد من حماس البعض لها كونها أنه كان يقال عنها أنها تستغل في رسم خرائط سياسية (برلمانية) جديدة.

حدث ذلك في غياب نظرة استباقية و بعيدة المدى عن كيف سيصبح مجتمع عربي بدون تدين، و لا بيئة قانونية و بنية تحتية، تحمى فيه حقوق الأفراد و الجماعات، و لا سياسة إعلامية و تربوية قادرة على صيانة النمو الروحي للأسر و الأبناء الذي يجعلهم موضع ثقة و حاملي مسؤولية، قادرون على احترام الغير و غير مؤمنين بالعنف اللفظي و الجسدي الذي أصبح يؤثث محيطنا كالأكسجين.

الآن أصبح هناك شبه إجماع أننا نعيش أزمة مركبة و معقدة يتداخل فيها الديني و السياسي و الإعلامي و الدولي .. أزمة عميقة لن تنفع معها لا تقارير المجلس الأعلى و لا القرارات التأديبية و لا مبادرات التنمية البشرية .. أزمة رجعت بنا درجات، بل سنوات، إلى الوراء .. زمن الأمن و الثقة و النية و النضال من أجل الاستقرار و البناء.

لكن مهما حصل، و سيحصل، سنظل واقفين بجنب الإنسانية، بجنب تمغرابيت الوطنية التي تعني أننا وطن و شعب  سنكون جميعا مستخلفين بعد أقل من ستة عقود، على أبعد تقدير، و أننا سنكون مجرد أجداد لجيل لاحق لن تكون ظروف عيشه مغرية لنا على الإطلاق .. لذلك، علينا على الأقل أن نهون من جحيم العذاب النفسي الذي سنترك فيه خلفنا، عبر ربطه بالمبادئ الربانية الكونية، وذلك أضعف الإيمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق