أحزاب و نقاباتأخبار

أي نموذج تنموي تروجون له في اقتصادنا الوطني يا أقطاب تحالف حكومتنا ..؟

AKHNOUCHE

شرع التجمع الوطني للأحرار في الترويج لمشروع نموذجه التنموي في سبق تاريخي مبكرا .. نتمنى أن يشكل أرضية لحوار مجتمعي قبل انخراط باقي الأحزاب في هذا السباق، الذي ستنفض الغبار عنها وسيحول جمودها المزمن إلى حركة وفعل تواصلي مع المواطنين، قبل المواعيد الانتخابية .. ونظن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن قيادة التجمع الوطني للأحرار واعية بأن نموذجها التنموي الذي يحمل عنوان “مسار الثقة”، يجب أن يطرح للنقاش عبر حملة تعبوية على المستوى الوطني، ولو في عواصم الجهات، لتمكين المواطنين من التعرف عليه والنقاش مع الحزب حوله، لا أن يظل الحديث عنه مجرد ترويج انتخابي مبكر فقط.

من حقنا ضمن مكونات الرأي العام الوطني، أن نحاوركم على مضمون هذا المشروع من أجل المعركة أولا، ومناقشة مضمونه ومحاوره ثانيا .. ولأجل ذلك، يجب عليكم يا قيادة التجمع الوطني للأحرار أن تسارعوا إلى طرحه للحوار المجتمعي، حتى يتمكن المواطن من الاقتراب من الوعي بعناصره الإيجابية والسلبية، في أفق تقويمه وإصلاح جوانب قصوره، وتمكينكم من الموضوعات التي لا تزال تحتاج إلى الإغناء أو التعديل أو الإصلاح مستقبلا .. ونظن أن التقاطكم لهذه الإشارات ستمنحكم الشجاعة في تجويد هذه المبادرة الجريئة في مشهدنا الحزبي الوطني، الذي لم يتحرر من إعداد برامجه الانتخابية قبل مواعيدها بفترة قصيرة جدا.

إن فكرة الإعلان عن البرنامج الانتخابي، وإثارة انتباه المجتمع إليه قصد المشاركة في مناقشته، ستمنح حزبكم المصداقية في ترجمة واجبكم الحزبي اتجاه المواطنين المعنيين بالتأطير والتنظيم، وستكونون أول حزب يخرج عن النمط التقليدي الحزبي السائد في الحوار مع الرأي العام الوطني في المناسبات الانتخابية فقط .. ولنا اليقين، أن مبادرتكم ستخلق مبررات التنافس بين الأحزاب لأداء مهامها اتجاه المواطنين الناخبين، الذين لم يعودوا يقبلون بالذهاب للانتخابات للتصويت على الأشخاص، بدل البرامج الحزبية المقدمة لهم في الحملات الانتخابية.

لن نتسرع في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، في إصدار الأحكام الجاهزة على برنامج “مسار الثقة” قبل مناقشته، وتأكدوا يا قيادة التجمع الوطني للأحرار، أن نقاشنا لن يخرج عن خطنا التحريري المواطن والديمقراطي والحر، الذي سنصل من خلاله إلى المقاربة الموضوعية التي ستبين قيمة الجهد الحزبي المبذول في صياغته وقوة الجوانب الإيجابية المشرقة من جهة، والجوانب السيئة والضعيفة التي يقوم عليها مضمونه من جهة أخرى .. ولن نتأخر في التعبير عن موقفنا النهائي منه، مهما كانت ردودكم على أسئلتنا الحوارية حول محاوره وأهدافها.

إن ما نعتبره قيمة مضافة هو شروعكم في الترويج له، وأنتم مشاركون في الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، وهذا يعزز مشروعية نبل النوايا في عرض تصوركم للنموذج التنموي الذي تريدون اختباره، إذا ما فزتم في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وسيمثل خطوة استباقية ستسمح لكم إذا ما أحسنتم استغلالها بالإنصات إلى نبض الشارع بإمكانية صياغة البرنامج الانتخابي بأقل التكاليف والأخطار، ومظاهر القصور التي تسجل عادة على البرامج الانتخابية للأحزاب المشاركة فيها، نتيجة غياب وعدم احترام أولوية الحوار مع المواطنين، حول محاور البرنامج الانتخابي قبل صياغته النهائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق