أخبارمنبر حر

التركيبة الثلاثية الغير فعالة .. كيف يساهم واضعو السياسة التربوية (التعليمية) الوطنية في اللاتربية و اللاوطنية من حيث لا يدرون ..؟

ذ. عبد اللـه عزوزي

AZZOUZI AZZOUZIتفكيك دواعي هذا العنوان لا يحتاج إلى الكثير من التحليل و لا حتى إلى الحد الأدنى من التفاصيل، خاصة و أن تحديات الحياة و تفاصيلها اليومية لم تعد تسمح لنا بإيلاء التفاصيل الاهتمام اللازم.

مناسبة هذا الكلام هو تركيبة “شامبوان” العطلة المدرسية البينة الأولى، حيث يظهر من خلال مكوناتها أنها “ثلاثة في واحد”، و هي أخطر تركيبة شاهدتها في حياتي ..! هذه العطلة هي مناسبةٌ للاحتفال بالذكرى 44 للمسيرة الخضراء، التي شكلت حدثا مفصليا في تاريخ المغرب، و أسستْ لمقاربة جديدة في استرجاع الحقوق من خلال الطرق السلمية، و التي تحل ذكراها يوم 06 نونبر من كل سنة، ابتداء من عام 1975 .

هذه العطلة كذلك، هي مناسبة للاحتفال، بعد أربعة أيام من الآن، بميلاد خير البرية، النبي محمد عليه الصلاة و السلام، الذي تغيرت مع ميلاده جغرافيا الكون و الإنسان و الثقافة و الفلسفة

وإذا كان الهدف من العطل، الخاصة بالأعياد الدينية و الوطنية، التي تشرعها قوانين الأمم هو إبقاء الشعوب وفية لقيم و ذكريات ماضي شعوبها، و استخلاص العبر و الدروس من تذكر محطاتها و شخصياتها، فإن الطالب – المتعلم- المغربي يخضع لنوع من الغسيل السلبي الذي ينسيه “أي يوم، لأي مناسبة”، و يجعله ينظر إلى العطلة على أنها عطلة بيولوجية تهدف إلي أخذ قسط من الراحة و استرجاع الطاقة .. خالية من أية قيم أو معاني أخرى !..

ففي نظري المتواضع، كان حري بواضعي السياسة الزمنة المدرسية أن لا يخلطوا ما هو تربوي ( التأدب مع رسول الله كإنسان جاء بقيم العدل و التضامن و الحب و السلم و السلام؛ و غرس قيم المواطنة و الوفاء لقسم المسيرة الخضراء)، و بين ما هو ضرورة جسمية و ذهنية يحتاجها الطالب – أو المتعلم – لمواصلة رحلته التَّعَلُّمية، و التي كان يجب أن تكون على رأس كل ثلاثة أسابيع على الأقل بمقدار يومين يتصادفان و نهاية الأسبوع (الجمعة/السبت/ الأحد) .. فعطلة المولد النبوي الشريف، و كذا عطلة المسيرة الخضراء، كان يجب أن تكونتا مستقلتان كل بيومه و تاريخه، حتى يعرف التلاميذ بأي ذكرى يحتفلون.

خلاصة القول، أنه يمكننا إحداث تغيير إيجابي و عميق، و بصفر ميزانية إنفاق دائما، بسَلك إجراءات صغيرة، لكنها ذكية .. هذا في الوقت الذي ستكون هناك أرباح لفائدة كافة المتدخلين و المعنيين بالعملية و الحقل التربوي، لا أقلها إعطاء فرصة للمتعلمين من الانفتاح على الأوراش المهنية و الأندية الرياضية و دور الشباب و العمل التطوعي .. و تخفيف التكاليف المرتبطة بالطاقة و استهلاك الوقود (كسيارات النقل المدرسي و سيارات الخدمة .. مثلا) .

دمتم و دمنا في حفظ الله و رعايته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق