أخبارملفات و قضايا

حتى تكون الضجة الإعلامية لحساب “حمزة مون بيبي” رادعة لجميع الفاسدين

1

مع توالي عرض نشطاء التواصل الاجتماعي وضحاياه التفاصيل والمعلومات والحقائق عن جرائم عصابة ملف حساب “حمزة مون بيبي” قبل صدور الأحكام في حق أطرافه المتورطة .. وجدنا أنفسنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغربة، مجبرين على متابعتها لتنبيه نشطاء التواصل الاجتماعي إلى خطورة ما يسوقونه عن هذا الحساب، الذي سيعصف بالمزيد من الرؤوس المؤثرة في تخطيط وتنفيذ جرائمه، وأن ما يسرب عنه في التحقيقات حتى الآن لا يعبر إلا عن القليل بحكم سرية عمل الأطراف الأمنية والقضائية .. لذلك، يجب على نشطاء التواصل الاجتماعي الإحساس بأهمية المسؤولية التي يتحملونها في عرض وتحليل المعطيات التي يعبرون عنها في قنواتهم من حين لآخر.

إذن، المهم في الضجة الإعلامية حول هذا الملف، هو إبراز قوة الصحافة والإعلام بدورهما الرقابي والإخباري وعبر قنوات التواصل الاجتماعي التي تحاول الحكومة الحالية تقنين ممارستها لإسكاتها، إذا كانت معبرة بصدق عن الرأي العام الوطني، لأن ما يهمنا من هذه المتابعة هو ما يقوم به نشطاء التواصل الاجتماعي في ملف “حمزة مون بيبي” لتظل المعركة ضد الفساد مستمرة، وأن تمتد إلى كافة المجالات الأخرى التي تنشط فيها لوبياته، حتى لا يشكل الوطن وأمنه واستقلاله وتطوره فضاء خصبا لممارستها الفاسدة، وأن تتراجع عن السلوكات الإجرامية المافيوزية لهذه العصابة من خلال تقليل من مفعولها الكارثي والمدمر للبيئة الطبقية الحاضنة، والتي لا يمكن تجاهل استمرارها في ظل هذا النمط الاقتصادي الحر الذي لا تتأخر طبقته المحظوظة عن العودة إلى هذه السلوكات الفاسدة، التي تعتمد عليها هذه العصابات في حماية نفوذها ومصالحها الطبقية الواضحة في المجتمع.

HAHAHA

ليكن إذن، العمل الصحفي والإعلامي عبر قنوات التواصل الاجتماعي من أجل القضاء على هذه البيئة الحاضنة التي تسمح لهذه المافيات شرعنة الوجود والنشاط في المجتمع، والرهان على الاستمرار في هذه المعركة التطهيرية حتى لا تشعر مافيا الفساد بأنه لا توجد في الوطن من يحاربها ويرفض تكريس مشروعية سلوكياتها في المجتمع، الذي لا يقبل بوجودها، والذي أصبح يشكل خطرا مدمرا وعائقا موضوعيا في وجه تحرر المجتمع من تداعياته، والتي لا نملك الإحساس بضرورة هيمنة أخلاق المواطنة والحكامة والتخليق في سلوكات الأفراد والمؤسسات في دولة الحق والقانون، التي تشكل أهم تطلعات المغاربة في عهد جلالة الملك محمد السادس، الذي يسعى إلى ترجمة ذلك في المجتمع الديمقراطي الحداثي عبر الأوراش الكبرى التي يشرف عليها ويدعمها المغاربة المؤمنون بها وبنتائجها على حاضر ومستقبل المغرب.

إن ما نخاف عليه في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، بالنسبة لنشطاء التواصل الاجتماعي هو عدم الاستمرار في الفضح أو حدوث التراجعات، أو التوقف بفعل الضغوط التي يمكن أن تقدم عليها الأطراف المتورطة، أو تتحول هذه المتابعة الإعلامية عن أهدافها، مما يفتح المجال للقول بأن هناك انحراف عن المسار الذي انطلقت به في هذا الملف، والذي يستحق الكثير من النشطاء التنويه والتقدير، وحتى لا تكون قنوات التواصل الاجتماعي مجرد أبواق مأجورة تتحرك بالوكالة عن الضحايا والمتهمين، والمساهمة في قتل هذه التجربة الجديدة التي نأمل في تفاعلها مع باقي وسائل الصحافة و الإعلام في أفق ترسيخ أسس رأي عام وطني مستقل ومواطن ومسؤول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق