أخبارالدين و الناس

رشيد أيلال وفضح أساطير صحيح البخاري ..!

مع توالي خرجات رشيد أيلال في حسابه الشخصي على قنوات التواصل الاجتماعي، بدأت معالم المعركة التنويرية المفتوحة لتطهير الحقل الديني من فتاوى وأساطير التراث الفقهي، وخاصة في صحيح البخاري الذي وجد فيه أيلال ما يسمح له بشرح وتوضيح مغالطات الأحاديث في مذهب البخاري، ومقارنة ذلك بباقي المذاهب الأخرى، وقد تمكن رشيد أيلال من وضع اليد على النصوص التي يعتبرها الإمام البخاري صحيحة وتتمتع بالصفة القطعية التي لا يمكن التشكيك فيها .. وبالتالي، يجب القبول بها كما جاءت في السند المرجعي للسنة التي يوجد الإجماع عليها، والتي تترجم نفسها إلى جانب البخاري في بقية المذاهب الفقهية الأخرى

إن طرح العقل الجمعي الديني المجتمعي في السائد للبحث والمساءلة مع الافتقار إلى شرح المبررات والخلفيات، التي توجه هذه المغامرة بفسح المجال حول التساؤل عن الأهداف الحقيقية من ورائها، سيما إذا كانت تستهدف العيش المشترك الإسلامي الذي يحتل فيه العقل الجمعي الديني أهمية كبرى

فتشريح مذهب البخاري الذي تحجبه الأساطير والخرافات التي تتضمنها نصوصه الفقهية لا يشكل دافعا حقيقيا لصاحب هذه المغامرة، الذي يعتقد أنه باقتحام المجال الديني يمكن إيضاح رسالة الحضور، لأن ثلثي التراث الفقهي في حاجة إلى الاختيار والبحث والدراسة وتدقيق صحة النصوص .. لذلك، لا يبدو أن رشيد أيلان يمتلك رؤيا مغايرة وصحيحة يمكن أن تكون وسيلة فعالة في قراءة الأحاديث والفتاوى التي تركها الرسول صلى اللـه عليه وسلم

حاول رشيد أيلال أن يكون متخصصا في إزاحة الغطاء عن الأحاديث والفتاوى التي تتميز بغلبة الخرافة والأسطورة في مضامينها، حيث يقوم بتفكيك مظاهر ذلك في نص الحديث، أو الفتوى بالاعتماد على رواتها ومحققيها ومصنفيها في مذهب البخاري، ومناقشتها على ضوء ثبوتها القطعي أو الظني .. وإن لم يتكمن من تحديد ما يمكن أن يعوضها في صدقيتها النصية، كما وردت في مذهب البخاري الذي صنفت ودونت نصوصه في نهاية القرن الثاني الهجري، ويهيمن على قراءة رشيد التركيز على الموضوعات المرتبطة بالأحداث التي عاشها الرسول الكريم (ص)، التي لم تكن تتوفر على وسائل الإقناع من قبل الصحابة والتابعين، وكل من جاء بعدهم من رواة الحديث وتدقيقه وتصنيفه، والتي لا زالت تحتاج إلى التعمق في شرحها، كقضايا المعجزات والأسئلة عن الروح والجنة والموت، والإسراء والمعراج، والزكاة، ومعاملة الزوجة، والتواب والعقاب، والأصل في النبوة المحمدية المشترك مع باقي الديانات، والجهاد والمصالحة مع الخصوم في الحروب .. ولسنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، في هذا المقال على النقيض مع رشيد أيلال، سواء كان موفقا في اختيار النصوص، وفي منهجية التعاطي معها سلبا وإيجابا

يبدو أن مغامرة البحث في مذهب البخاري لتطهيره من جوانب القصور والخرافة والأسطورة، التي تتضمن نصوصها في صيغة الحديث، سواء كان فعلا أو قولا أو تقريرا، وبما عليه من خشونة وافتراء وتجاوز، حتى وإن كان محسوبا على الرسول عليه صلوات اللـه وسلامه، دون أن تكون له أي علاقة بحياته اليومية خلال الفترة العمرية التي عاشها بعد أن أصبح نبيا مكلفا بالدعوة الإسلامية وسط قومه، وباقي الأمم .. وفي هذا الإطار، لم يتمكن رشيد أيلال باعتماده على ما يسميه المنهج المادي التاريخي من تحديد الأهداف من مغامرته التي أصبح النقاش حولها خارج المشروعية التي يجب أن يوصف بها من قبل محاوريه، والذين يبحثون عن الأجوبة لبعض الأسئلة التي لا يقف عندها في تحليله وتفكيكه لأوهام وأساطير النصوص

حتى لا نجانب الصواب، ونحافظ على متطلبات الحوار الموضوعي والهادئ مع رشيد أيلال، سوف نتابع طرح أسئلتنا عن المسكوت عنه في مغامرته، سواء اتفقنا أو اختلفنا معه، فإن فضح أساطير البخاري لا يجب أن ينحصر في هذا النموذج من عملية الحفر والتفكيك لمضمون الحديث، وفق ما يتخيله صاحب المغامرة، وما يراه على ضوء ما يوجد اليوم من مناهج وتوجهات بحثية معاصرة، حيث يبقى هذا المدون والمصنف لحديث البخاري صاحب فضل على الذين عاصروه أو جاؤوا من بعده في الشجاعة التي تعامل بها مع النصوص، بالمقارنة مع من كانوا يغازلون الخلفاء في قيامهم بهذه المهمة، أو يساومون على الخلاصات التي توصلوا إليها في التعامل مع النصوص الفقهية، سواء كانت صحيحة أو ضعيفة أو قدسية   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق