أخباررسالة موجهة إلى ...

رسالة مفتوحة إلى الدكتور العثماني من الأستاذ الدكتور فريد الزاهي

زميلي العزيز

أعرف أن ما يجمعنا قبل المسؤوليات الحكومية وبعدها أننا، عكس ذلك المهرج سلفك، هو العلوم الإنسانية وهي إنسانية بالمعنيين معا .. بالرغم من أنكم أجهزتم على الجامعة والبحث العلمي وجعلتم من الشهادات الجامعية أشبه بلعبة اللوطو ..!

اعذرني إن لم أوجه لك رسالة مباشرة  عبر تراتبية جامعتي .. فليس الأمر طلبا أكاديميا ..! والتعليم العالي في زمنكم صار منحطا ..!وأجهزتم عليه بتعليم خصوصي يمتص دم العباد ويفرغ جيوبهم .. حتى في زمن كورونا .. وأنت طبعا وزبانيتك لا تفهمون شيئا  في التعليم والبحث العلمي بما يمكنني من مناقشته معك ..!

لقد قُدر لك أيها الزميل أن تكون مسؤولا عن مصير بلد بأكمله .. وهي مسؤولية لن يحسدك أبدا عليها أحد .. وأنا أراك تنتشي مرات كثيرة وبشكل مثير للضحك بنجاحك في سلاليم سلطة لم تحلم بها يوما .. فلا تستعجل .. السحر ينقلب دوما على الساحر ..!

هل تعلم أني حافظ للقرآن أكثر منك ..؟!

وأني أجيد ترتيله وتجويده أفضل من تابعيك ..؟!

وأن لي شهادة دكتوراه في الدراسات العربية والحضارات الإسلامية ..؟ يعني islamologue, مثل psychologue ..?

زميلي العزيز

هل تدري لماذا أني أخاطبك بعبارة زميلي، عوض رئيس الحكومة، لأني أعرف أنك بعد بضع سنوات ستلفظك الحكومة لتسقط بين ظهرانينا مجردا من كافة ألقابك السابقة ..؟ وحتى لو خصصت لك الحكومة ريع ملايين السنمتيمات مثل سالفك المهرج، فلن تفلت من نظرات أعين الصبيان والآباء والأمهات الذين لا يجدون اليوم قوتا لهم بسبب قراراتكم الطائشة التي نعيش اليوم تبعاتها ..؟

هل تدري أنك وقد استبدلت السيارة العرجاء المسلولة بسيارة فارهة من آخر طراز، صرت أشبه بالعروبي في الشماعين، كما يقول الفاسيون ..؟ أو مثل البلدي ملي يتجلد

زميلي العز يز

أحترم كثيرا صديقي احمد التوفيق

هل تريد أن تعرف لماذا ..؟

لأنه تجرأ على منع فرض ديني هو صلاة الجمعة، فيما أنت أبحت وفلاحك الكمبرادوري عيد الأضحى، وهو نافل الفرائض .. فكان ذلك سببا في تزايد انتشار الجائحة بشكل غير مسبوق .. وانتقلنا من أقل من مائتي حالة إلى ما يقارب الألفين ..؟

أفهم أن يكون رجال سلطتك منهكين ومتعبين بسبب امتداد حالة الوباء واشتدادها .. فقد أبلوا البلاء الحسن، ليل نهار، وصباح مساء .. هم والأطباء ونساء ورجال الصحة كانوا أبطال هذه الفترة الحرجة، ويستحقون على ذلك حبنا وتقديرنا لهم وإجلالنا لتفانيهم ..  ولو كنتم طبقتم الصرامة نفسها مع محاربة الفقر والفساد والمحسوبية والزبونية والريع وبالشكل نفسه لكنا بلدا يشار له بالبنان .. لكن، كما يقال الجمل صار يدك مابناه صاحبه .. لكني، هذا المساء لا أفهم أن يعتدي رجالك الأشاوس هؤلاء علي جسديا في واضحة النهار وبعسف لم أعشه حتى في وقت البصري المشؤوم،  حين كنا معا، يسارا وشبيبة إسلامية، كل على طريقته، نناضل سريا من اجل أفكارنا ..!

هل تذكر ذلك زميلي العزيز ..؟

 أنتم وأشباهكم كنتم وراء اغتيال عمر بنجلون، و وصلتم للسلطة ونحن فقدنا سعيدة المنبهي، وزروال وكثيرين غيرهما وتشرذمنا بعد إسقاط حكومة المرحوم اليوسفي .. تلك هي مفارقات التاريخ

أنتم تحولتم من رعاع إلى بورجوازيين، ونحن صرنا ننتظر أجر آخر الشهر بفارغ الصبر

أيها الزميل العزيز المحترم .. غدا سيخلفك اسم آخر

وستستعيد زمالتك لي .. غصبا عن منصبك

هل ستعيد فتح عيادتك ..؟ وتعود كما كل رؤساء الحكومات في العالم إلى ممارسة مهنتك الأولى ..؟

هل تعرف أنني وأنا عارف بكل الممارسين للطب النفسي لم أسمع بك أبدا  إلا مؤخرا .. بعد أن ركبتم على موجة احتجاج شباب  20  فبراير ..؟ وصرتم نافذين بعد أن كنتم لا تعرفون حتى فك وربط ربطة العنق ..؟ ولا تناسق ألوان الكوستيمات ولا أنواع السيارات ..؟

هل تعرف أنك لن تكون لك الجرأة لفتح عيادتك التي تشبه ركن المفتي ..؟

زميلي العزيز

لقد فقدت صفتك ومهنتك يا دكتور، حين امتهنت السياسة ومنحتك الديمقراطية وأصوات شعب يعاني نصفه من الفقر والأمية  والرشوة والفساد أنت ورفاقك من بني غبراء، كراسي الحكومة الوثيرة ..!

هل تعرف أني رفضت خلافا لك في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات مناصب عليا على أن أنتمي لأحزاب أعتبر اليوم أنها أفضل من حزبكم الذي سرق من الناس الأكفاء كافة المناصب العليا، وصرتم توزعونها بينكم وتحرمون منها الناس الشرفاء والأكفاء .. ولو كنت انتميت لها وقلبت “الفيستة” لكان اسمي معروفا لديك ولرجال سلطتك الذين “تكرفسوا” علي هذا المساء أمام الملأ ..؟

 هل تعرف أني أتقن عربية إسلامك واللغات الأجنبية وأكتبها أفضل وأنطقها أفضل منك ومن تابعيك المتلهفين “للبيروات” والمناصب العليا وكراسي الوزارات كي تكتنز عليها وفيها عجيزاتهم الضامرة ..؟

زميلي الأعز

غدا .. سيلفظك منصبك، كما سلفك المهرج

وسنلاقيك عاريا إلا من ولائك لتركيا وما درته عليكم فترة السلطة من أموال وعقارات

وعاريا إلا من شهادة دكتوراه حصلت عليها بميزة لا يعتد بها ..!

وبسمعة ستزكم الأنوف ..!

آنذاك

لن نأخذ من ثأرنا منك .. أبدا

سوف نحييك بعبارة السيد الوزير، أو معالي رئيس الحكومة، ربما لنذكرك بان إسلاميتكم ودعواتكم لم تنجنا من اشتداد الجائحة، بل ربما كانت سببا لها

سوف نقول فقط

بما أنكم لم تستحوا فقد فعلتم وستفعلون ما شئتم

هل تدري لماذا أكاتبك هذا المساء ..؟

لكي لا أحس أبدا بالحكرة، كما هذا المساء

ولكي لا “يتكرفس” علي رجال سلطتك أنا الذي أدرس أبناءهم وبناتهم بكل تفان، مقابل أجر زهيد يعلم اللـه أنه لا يكفي حتى لمصاريفي الأساسية

ولكي يعلم أولئك الذين أمسكوا بي وزجروني مثل مجرم هذا المساء، وعنفوني مثل سارق، أني أنا الذي بفضل تفانيه تعلموا ودرسوا و وصلوا لتلك المناصب التي جعلتهم يخونون أمام الملأ القسم الذي أدوه والبزة الوطنية التي يؤدي لهم ثمنها المواطنون كلهم لكدهم اليومي وكدحهم المتواصل ..!

ولكي، حين آخذ القطار مرة أخرى حين تكون سيارتي القديمة عاطلة، لن تعضني كلاب حراسة دولتك مرة ثانية ..!

وبه وجب الإعلام

ملحوظة

لو توصلت بهذه الرسالة أرجو أن تجيب عليها بلغة عربية سليمة صرفا ونحوا ترضي اللـه ورسوله .. لا بتاتاتك وتعتعتك بدارجة لا بلاغة فيها ..  فسيكون لك أجران ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق