أخبارنافذة على الثقافة و الفن

“صبر الكبار” .. مولود جديد للشاعرة العالمية الأستاذة المحامية سميرة فرجي

متابعة – حالي أحمد

الشاعرة المحامية، الأستاذة سميرة فرجي، شاعرة المغرب، تطل علينا هذه المرة  بقصيدة من أروع ما يكون، بحمولة وطنية ورسائل قوية .. فالحروف تتراقص بين أنامل شاعرتنا لترسم لنا معاني القصيدة  بأوتار موسيقى مختلفة تجعلك تتابع كلماتها التي ليست كالكلمات لتتراقص رفرافة تجعل القارئ يتذوقها بكل إعجاب

إنها شاعرة عصرها بامتياز، العاشقة لتربة وطنها الهائمة بحبه حتى النخاع  .. ازدان فراش مدادها بقصيدة “صبر الكبار” هذه القصيدة السياسية التي أفاضت المشاعر المختلفة من خلال قالب تعبيري جد رائع، حيث صاغت الحرف بدقة لتزين القصيدة وتمنحها روحاً وجمالية رمزية في اللحظة التي تتحدى   فيها الشاعرة شطحات العدى

الشاعرة المبدعة، الأستاذة سميرة فرجي، من خلال رائعتها “صبر الكبار” وجهت رسائل قوية لمن يهمهم الأمر، بل قدفتهم بالسلاح الثقيل، سلاح الكلمة والقلم

إن الشاعرة تستمد قوتها وإبداعها من البيئة التي تعيش فيها، فالبيئة والوراثة من أهم مصادر الشاعرة في إبداع قصائدها .. إذ، ارتبطت بالالتزام بصفات روحية انبعثت من مشاعرها الداخلية لتبرهن على أنها جندي يحمي الوطن بسلاح القلم، فكانت قصيدتها بمجملها صرخة وجع حب مغربي يسري بين عروق الشاعرة الاستثنائية ..  إذ، تقول :

                   صبْرُ الكبار

قُولُوا لِمَنْ قَرَعُـوا طُبُـــولَ المَعْـرَكَـــــــــهْ

ليـلُ اشْتِعَـالِـيَ إنْ أتَى مــــا أَحْـلَـكَــــــــــهْ

قُـولُـوا لِمَـنْ جَـارُوا عَـلَيَّ بِبَـغـْـيـِهِــــــــــمْ

مَـنْ يَزْرَعِ الأحـقـــادَ يَجْـنِ المَهْلَكَــــــــــهْ

خَمْسُـونَ عَامًا وَالسِّهَـــامُ تَنُـوشُـنِــــــــــي

والقَوْسُ جَارٌ طُولُ صَبْــرِيَ أَنْهَكَــــــــــهْ

وأنا الـذِي بِاسْــــمِ الجِـهَــادِ أَوَيْـتــــــــــهُ

وَفَقِـيـرُ قـَوْمِي فِي طَعَامِــــهِ أَشْـرَكــــــَهْ!

وَأَنَا الَّـذِي بـِـــدَمِ القَـرِيـــــبِ فَـدَيْـتُـــــــهُ

اليَـوْم يَسْـتَجْـدِي الغَـرِيـــبَ لِيسْـفِكَــــــهْ!

وَيَحِيـكُ خَلـْفَ السِّترِ ألْـــفَ دَسِيسَـــــــةٍ

لِيُطِيـحَ بِالعَـهْـــدِ الـوَثِـيــــقِ وَيَهْـِتـكَــــــهْ

إنَّــا تَعَــــاهَـــدْنَــا وَلَـيْــثُ عَـرِيــنـِـنَـــــا

كَيْ نَقـتَـفِي دَرْبَ النِّضَالِ وَنسْلـكَـــــــــهْ

وَنَذُودَ بالأرْوَاحِ عَــنْ حُـرمَـاتِــــنَـــــــــا

فِـي كُلِّ شِـبْـرٍ مِنْ تُـــرَابِ المَمْلَكَــــــــهْ

يَا مَنْ أَتَى فِي اللَّـيْلِ يرْسُـمُ مَعْـبَــــــــــرًا

إنَّ الطَّـرِيـقَ إلَى المُحِيطِ مُشَـوَّكَــــــــــهْ!!

رَمْـلِي الُمدَلَّـلُ…؟! لَوْ تَجُوبُ جَهَـنَّـمـــــا

وَتَــمُـــرُّ فَــوْقَ سَـعِـيرِهَـا لـن تُـدْرِكـَـــــهْ

هَا غَـرْبــهُ فِي الحِضْـنِ أَمَّـا شَـرْقُـــــــــهُ

فَـبِـحَـقِّ دِيـنِ مُــحَـــمَّـــدٍ لَـنْ نَـتْـرُكَـــــــهْ

وَبِحَـــقِّ جَــــلَّ جَـلالـه سَـنُـعِــيــدُ مَـــــــا

جَـارُ الشَّمَـالِ مِنَ الشَّمَـــالِ تَمَـلَّكَــــــــــهْ

جَــارٌ تَـنَــكَّــرَ وَالحُــقُـــوقُ جَــلِــيَّــــــــةٌ

والإِفْــــــكُ سَـيِّـئـه عـلى مَـنْ حَـبَّـكَـــــــهْ

سَـيـُسَـجِّــل التَّـارِيــخُ غَــدْرَ مُـــقــــــرَّبٍ

كَــتَـــمَ الشَّهَـادَةَ فِي مِـلَـفِّ الفَــبْــرَكَــــــهْ

أتُـرَاهُ ــــ يا لَهْـــفَ الحَــقِـيـقَـةِ ـــ بَاعَـِني

أمْ يَا تُرَى قَـوْلُ الحَقِيقَـةِ أرْبَكَـــــــــــهْ؟!

وَأَرَادَ جَارُ الشَّـرْقِ قَطْـعَ يَـدِي الّتِـــــــي

مَـدَّتْ لَـهُ طَـــــوقَ الأمَـانِ لِيُمْـسِـكــــــهْ

أصْبَحْـتُ عُـقْـدَتَهُ وَمَا مِنْ مَـوْطِـــــــــئ

يَـلْــتَــمُّ فِــــيهِ الشَّـــمْــــــلُ إِلاّ فَـكَّـــكَــهْ

مَـنْ حَـرَّكَ الغِـلَّ المـقـــِيـــــتَ بأرْبُعِـــي

مَنْ مِـحْـورُ الشَّـرِّ المُخَاتِـــــلِ حَرَّكَــــهْ!

أَسَـفـــــًا عَـلَـى نَعَـــــرَاتِـــهِ وشِـقَاقِــــهِ

وَضَلالِــــهِ وَالمُـــوبِقَــــات المُـهْـلِـكَـــهْ

الصَّبْرُ يَا جَارِي رَصَاصٌ صَامِــــــــتٌ

وَسِـوَاهُ لا يَعْـــدُو ضَجِيــجَ الدَّرْبَكَـــــهْ!

وَالحِــلْـــمُ مِــنْ شِـيَـمِ الكِـــرَامِ وإنَّــنِــي

أنآى بِنَفْسِي عَنْ خِطَابِ الصَّعْلَكَــــــــهْ

فالجمْ خُيُولَـــكَ  مُــدْبِرًا فَالنَّصْــــرُ فِي

صَبْرِ الكِبَارِ يَفُوقُ نَصْرَ المَعْرَكَـــــــهْ

من خلال التغييرات المحيطة بالمغرب من الناحية السياسية والاجتماعية، استطاعت المتألقة الأستاذة سميرة أن تهدينا قصيدة وطنية رسمت حروفها بحنكة وبمستوى عالي جدا، اعتمد على الأسلوب الممنهج والتعبير المعتمد، ليصل وجدان  المتلقي بإيقاعات وإبداع محكم، موجهة سلاح الكلمة من خلال قدفات أرض جو صوب ثغر المتربصين بالوطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق