أخبارمتفرقات

عدت يا مارس وعودتك أيقظت المواجع رغم أنها لم تنم أبدا ..!

في اللحظات التي كنا لا نزال نتمنى شفاءك، وكنا نبتهل إلى اللـه لكي يشفيك، غادرت هذه الدنيا وأنت على سرير الإنعاش .. لم تتأت لك الفرصة لتوصينا عن شيء .. لم نعانقك لنودعك .. ولم نعش معك لحظاتك الأخيرة وأنت تتهيأ للرحيل .. ربما أراد اللـه أن يعفينا من الانزعاج حتى لا نحدث ضجيجا يفسد عليك دقائق سكرات الموت

 أجل، فارقت الحياة في غيابنا، وكتب لك أن تتحمل الزفرات الأخيرة وحدك، وتعيش لحظات الموت التي تحكم مصير الجميع وحيدا، بعيدا عن الأهل والأحباب .. رحلت عن هذه الدنيا الفانية .. ولكن، ستبقى في ذاكرتنا وستظل حيا في قلوبنا التي تنبض بحبك

نذكر، أننا جئنا زوال يوم الاثنين 09 مارس 2020، -التاريخ الذي كان يفصلنا عن عيد ميلادك 34 (27 مارس) فقط 18 يوما- جئنا لزيارتك كعادتنا .. لكن، وجدنا نافذة قسم الإنعاش التي ألفنا رؤيتك منها وأنت ممدا على السرير .. وجدناها مغلقة، وبإحساسنا المرهف تخيلنا كل شيء إلا الموت .. وبعد هنيهة، وحين اتصالنا لاستفسار مسؤولي قسم الإنعاش، الذين كانوا مترددين في الجواب ..  ولكن، بعد إلحاح شديد منا، وعلى مضض، أخبرونا بأنك سافرت إلى رحمة اللـه .. أجل، رحلت في ظروف بالغة الصعوبة وغير متوقعة، ومن يومها لا زلنا نعيش حزنا شديدا من هول الفاجعة

بعد سماع هذا الخبر الذي لم يكن منتظرا .. صدمتنا لم تكن كباقي صدمات الزمان .. ولكن، كانت جد جد قوية ومفزعة، وكانت بمثابة فاجعة مروعة .. وتحت وطأة الصدمة القوية، انتشر النواح والعويل في أرجاء المستشفى، وشرعت الهواتف النقالة في بث خبر وفاتك إلى الأهل والأحباب، الذين كانوا ينتظرون على أحر من الجمر شفاءك وعودتك إلى بيت العائلة مشافا معافى في انتظار الاحتفال بذكرى ميلادك .. ولكن، شاءت قدرة اللـه أن تكون محطتك الأخيرة في هذا اليوم من شهر مارس، الذي أطلقت خلال عشريته الأخيرة  منذ 34 سنة مضت أول زغروثة معلنة قدومك إلى هذه الدنيا

نعـم، تاسع مارس 2022، حلت خلاله الذكرى الثانية لوفاتك أيها العزيز، لأنك غادرت هذه الحياة قبل سنتين من الآن، وقد خلف رحيلك حزنا كبيرا، وألما أبديا صعبا لا يطاق .. لأن فقدانك  رزء عظيم، لأنك كنت الابن البـار والصديق الحميم والسند القوي المعول عليه بلا حدود .. لهذا، لا نملك في هذه الذكرى الأليمة إلا أن نسأل اللـه الغفور الرحيم رحمان الدنيا والآخرة، أن يجدد عليك رحماته الواسعة ويغفر لك ويسكنك فسيح جناته

بمناسبة هذه الذكرى المؤلمة، التي تذكرنا بما تجرعناه من مرارة الفراق المباغث، حيث تذوقنا ألم الفقد، وتركت حسرة في القلب وجرح لا يبرأ على مدى الحياة .. نتوجه إلى اللـه سامع الشكوى، وشاهد النجوى، وعالم الخفية وكاشف الكرب والبلية، أن يفرغ علينا مزيدا من الصبر والسلوان، وأن يجعلك اللـه تعالى من السبعة الذين يظلهم اللـه بظله يوم لا ظل إلا ظله يوم القيامة

حبيبنا سفيان، إن غاب حسك عنا، فصورتك لازالت حية تذكرنا بك .. لهذا، لا يسعنا إلا أن نختم هذه الخاطرة الحزينة التي حاولنا من خلالها التعبير عن ما يخطر في القلب والعقل معا، إلا  بقول اللـه تعالى التالي: وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا للـه وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون صدق اللـه العظيم

ملحوظة: وأنا بصدد وضع اللمسات الأخيرة لهذه الخاطرة، وقد صادف ذلك .. ذكرى اليوم العالمي للمرأة، تذكرت أيام كنت تحرص كل الحرص دائما على مثل هذا التاريخ من كل سنة .. كنت  تعود إلى البيت وأنت تحمل بين يديك وردة حمراء لتهديها لوالدتك .. نعم، الوردة الحمراء التي كانت تبعث آنذاك السكينة والطمأنينة في نفس الوالدة .. أجل، هذه فقط ملاحظة كان لابد منها، لأن الوردة الحمراء غابت بمجرد غيابك

إلى اللقاء في الفردوس الأعلى

كبير عائلة آل زمـــران 2022/03/08

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق