أخبارملفات و قضايا

المشهد السياسي الحزبي الوطني ومساوئ هيمنة الريع في تدبيره ..!

هنيئا للفائزين في الاستحقاق الانتخابي ل. 08 شتنبر 2021، ومتمنياتنا بنجاحهم في المؤسسات الحكومية والبرلمانية والجهوية والجماعية، سواء الذين هم في الأغلبية أو المعارضة، حتى وإن كان جلهم قد نجحوا باستخدام الوسائل اللادمقراطية لضمان الأصوات في الصناديق الانتخابية، نتيجة غياب التأطير السياسي الحزبي، الذي يسمح للمواطنين بالوعي الديمقراطي، الذي يؤهلهم للتعبير عن رأيهم واختيارهم المواطن والحـر

نظن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن جميع الأحزاب في الوطن لا زالت مجرد دكاكين انتخابية فقط، حتى الأحزاب الوطنية والديمقراطية والتقدمية

أصبح ممكنا الحديث عن الريع في العمل الحزبي السياسي في المشهد الوطني الراهن، بعد أن تراجعت الحكامة والشفافية، وبعد أن اتضح زيف الممارسة الحزبية، التي تبحث عن من يمولها ويوظفها ضد الأهداف النبيلة والأخلاقية والوطنية والديمقراطية الني تؤطرها

أيضا، بعد أن أصبح الانتماء الحزبي طريقا معبدا لمن يحسن التسويق والدفاع عن الفسـاد والإجرام والخيانة في جميع المجالات، بدل النضال الحزبي الوطني النظيف للصالح العام وللوطن والمواطنين .. ويبين أن مشهدنا السياسي الوطني قد وصل في تخلفه ودعارته إلى المستوى الذي لا يمكنه العودة إلى أصله الحقيقي والسليم والمناضل

إن ما وقع من ذبح وسلخ للممارسة الديمقراطية في الاستحقاق الأخير، يكشف بالملموس عن عمق وتجدر الريع في العمل الحزبي، الذي يمثل قمة الفسـاد السياسي المدمر لنبل ومصداقية العمل الحزبي الوطني والمناضل والنظيف

لعل لوائح الأعيان و رجال الأعمال، الذين سرقوا أصوات المواطنين، يعتبر الدليل على استحالة الاطمئنان للمستقبل الديمقراطي للوطن، وسيكون من السذاجة تغليط المواطنين بالفهم الحزبي السيئ لمواقف جلالة الملك، المتعلقة بضرورة الارتقاء بالعمل الحزبي، وإنضاج وعي المواطن السياسي وتطوير مشاركته في الحياة العامة، وضمان حسن اختياره للنحب، التي تمثله في البرلمان والمجالس المنتخبة .. وبالتالي، تقوية روح المواطنة في أدائه للعمل في جميع المجالات، ونبذه لمنظومة الفسـاد التي تؤمن الريع في العمل الحزبي داخل مشهدنا السياسي الوطني

نحن، لا نتحدث عن الريع لتبرير أسباب فشـل الذين عاقبهم الشعب في الانتخابات الأخيرة .. فهؤلاء، وفي طليعتهم حزب العدالة والتنمية يعرفون أسباب فشـلهم الانتخابي، ويدركون طبيعة الأخطاء التي ارتكبوها طيلة عشر سنوات من هيمنتهم على المشهد السياسي الوطني .. إلا أن حديثنا موجه للذين استغلوا هشاشة الفئات المسحوقة في المجتمع، الذين يمثلون القاعدة العريضة للناخبين، سواء في المدن أو البادية، الذين لا يزالون يشكلون الخزان الآمـن لمن يريد الأصوات في العملية الانتخابية

نعتقد في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن جميع الأحزاب التي فازت بحصة الأسد في العملية الانتخابية، تعرف قيمة احتقار المواطنين العاطلين الفقراء والمهمشين للوعي السياسي، الذي يؤهلهم للاختيار السليم في الانتخابات .. ناهيك، أن معظم من نجحوا من رجال الأعمال والأعيان يسيطرون على دوائرهم الانتخابية، التي حولوها بنفوذهم والمليشيات التي تحرسها، إلى ضيعات انتخابية يصعب الإيمان بها والرهان عليها

إذن، بدون تطهير المشهد السياسي الوطني الحزبي من الطفيليات الضارة، التي تؤمن وجود الريع وسيطرته وسوء تمثيله في المجالس والحكومة والبرلمان، وفرملة إمكانيات الإصلاح والتخليق والإنتاجية في العمل الحكومي والبرلماني والجهوي والجماعي، كما  تشرح ذلك الأزمة الحكومية في مواجهة غلاء المعيشة وتداعيات كوفيد 19 على حياة المواطنين اليوم في جميع المجالات

ونظن أن توجيهات جلالة الملك حفظه اللـه واضحة، في ضرورة الإقلاع بالمجتمع نحو الأفضل وتكريس المجتمع الديمقراطي الحداثي الضامن للحرية والتنمية والحكامة في الوطن    

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق