أخبارمتفرقات

القديسون حين يموتون

كتب ذ. يوسف الإدريسي

الآن، وبعد أن تَعرّف سكان إقليم اليوسفية عن أسماء المغادرين من رجال ونساء السلطة، ضمن الحركة الانتقالية التي أعلنت عنها وزارة الداخلية أمس الأربعاء 17 غشت 2022

 الأكيد، أن هناك من أذرف الدموع .. وهناك من كتم نحيبه حتى لا تراه أعين رجل السلطة الجديد .. وهناك أيضا من أقام حفلا سريا، فرحا وبهجة برحيل كابوس كان جاثما على الصدور طوال سنوات بصيفها وشتائها .. هكذا، تدور الأيام ولا يدوم إلا ذو الجلال والإكرام

هذا عنهم، أما عن نفسي، فلا يمكنني إلا أن أفرح لرحيل رجال سلطة هم في غاية الطيبوبة والكرم .. إذ، إنهم خلال كل هذه السنوات لم يثبت عنهم أن حاسبوا ناهبا للمال العام، أو متهاونا في إنجاز مشروع تنموي أو بنيوي، أو مستأمنا على مصالح المواطنين .. كانوا متفائلين إلى حدٍّ لم يكونوا يعتقدون أنهم سيغادرون في يوم من الأيام تراب إقليم يدر  ذهبا وفضة وأشياء أخرى

لكن أمام كل ذلك، يجب أن نعترف أن رجال ونساء السلطة ليسوا كلهم سواء، فمنهم الصالح ومنهم أيضا الطالح، وهذا بالضبط ما جعل وزارة الداخلية تعتبر المواطن محورا لتقييم مردوديتهم وأدائهم خلال سنوات معدودة، ليتم بعد ذلك نقلهم أو تنقيلهم إلى مكان آخر، عكس بعض الكائنات الانتخابية التي ما إن تجلس على كرسي سياسي معين حتى تبدأ في إجراءات تحفيظه وجعله أصلا تجاريا تحت اسم العائلة الكبيرة .. وهو السبب الذي خوّل لهم المكوث لفترة طويلة داخل بناية المجالس الترابية، كذاك المستشار الجماعي الذي قضى أكثر من 35 سنة في أغلبية المجلس، وعوض أن يشكر المواطنين، يتهمهم بالسرقة والتخريب، حتى أصبح هو وأمثاله يعتقدون أنفسهم فوق البشر وفوق المواطنين، بل فوق أنفسهم بما يعتقدونه من أضغاث كراسٍ لا تبلى

مع مرور الأيام وتوالي السنوات وكثرة التهليل والتطبيل من أفواه المطبيلين، أضحت هذه الكائنات الانتخابية تعتقد ويعتقد معها الداعمون الرسميون، بأنهم مبعوثون من السماء ليحكموا أهل الأرض، وهم لا يعلمون أنهم سيموتون غدا أو بعد غد، وبعد ذلك سيكونون نسيا منسا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق