أخبارملفات و قضايا

التحالف الحكومي الجديد وانعدام الأهداف الواقعية في مشروعه

من الأيام  الأولى لولادة التحالف الثلاثي الجديد، الذي غرقنا في التفاؤل وإمكانيات نجاحه على ضوء الحماس الشعاراتي، الذي قاده عزيز أخنوش في الحملة الانتخابية، التي وصل بها إلى الفوز باستحقاق 08 شتنبر 2021، بل إن تفاؤلنا كان كبيرا بالنظر إلى توظيف شعار التغيير، الذي كنا نراهن على مبدأ المسار الذي يوجه التوجه السياسي والتنموي، الذي يتحكم في التحالف .. خصوصا، في المشاريع الحالمة التي تحدث عنها أقطابه في تقديم التصريح الحكومي، من خلال تركيزه على قطاعات الصحة والتعليم والتشغيل، التي تبخرت مع عرض القانون المالي الذي لم يأت بجديد فيما يتعلق بتمويل المشاريع الحكومية، أو تلك المرتبطة بأوراش النموذج التنموي المقررة حتى سنة 2030

إن استمرار الاستخفاف بمطالب الشارع العادلة المرتبطة بتخفيض أسعار المحروقات، التي انخفضت في الأسواق الدولية، والرهان على إعادة الاستقرار لأسعار المواد الاستهلاكية التي يحتاج إليها المواطنون، تفرض على التحالف الحكومي التعاطي الإيجابي الفوري مع هذا المطلب العادل، الذي لا يزال المواطنون رغم معاناتهم يحرصون على السلم الاجتماعي، وعلى المطالبة بحله بالوسائل الأكثر تطورا في مظاهرها السلمية، رغم المبررات الجوفاء التي يحاول الناطق الرسمي باسم الحكومة عرضها على الرأي العام الوطني، دون أن تكون مطلوبة منه بالنظر لوظيفته الإخبارية فقط، في علاقته بالأداء الحكومي

 في هذا الإطار، فالمعني الأول بالإجابة ومعالجة المشاكل هو رئيس الحكومة، ولن يكون أي وزير معفى من المحاسبة من الإعلام والصحافة المستقلة طبعا .. وعليهم الاستعجال في متابعة وإنجاز الأداء الحكومي في أدق تفاصيله لاحتواء كل ما يمكن أن يعرقله من أنماط السلوك “المافيوزي” والانتهازي، سواء في القطاع العمومي أو الخاص، التي لم تعد ممكنة اليوم في ظل النموذج التنموي المرتبطة بمشاريعه في الأجندة المحددة، والتي لا يجب تجاوزها، أو عدم احترام التزاماتها في التشريع والتنفيذ

ليسمح لنا السيد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، من أنه سيواجه نماذج متقدمة من الأخطاء التي يجب أن يحاسب عليها حتى وإن فشلت المعارضة البرلمانية في القيام بها، وسوف تكون منابر إعلام النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة صوتا للرأي العام المواطن والمعارض والبناء .. ولن نتأخر في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، في الإشادة بكل ما يمكن أن تقدمه الحكومة من منجزات وفق ما التزمت به في برنامجها الانتخابي .. ولن نغطي الشمس بالغربال اتجاه أخطاء الحكومة تبعا لهذه القناعة التي نؤمن بها في التعبير عن الرأي الآخـر، الذي لا يغازل ولا يساوم مع من يستغلون الوطن ويزايدون عليه حينما يفشلون في القيام بمسؤولياتهم التي اختارهم الشعب من أجلها، و التي عوقب المحسوبون على حزب العدالة والتنمية في التنكر لها طيلة عشريتهم الغير مأسوف عليها

في هذا الإطار، نهنئ جماهير شعبنا المغربي على تصويتهم الحضاري، الذي وضعوا به حدا لاستمرار من أخطؤوا في وعيهم بمزاج المواطنين في التعاطي مع قضاياهم وجملة الإحباطات التي صنعوها لهم، كما جدث “للبيجيدي” أثناء حكومتي ابن كيران والعثماني، الذي لا نريده للتحالف الحكومي الجديد

إن المواطنين على نقيض من يقلل من قدراتهم وشجاعتهم في معارضة ومحاسبة إخوان ابن كيران والعثماني، وباقي القيادة الحزبية التي كانت تزين وتبرر وتسوق لأخطائها بالاستعمال الغير المشروع للدين في السياسة .. فبماذا يمكن لصقور حزب العدالة والتنمية تقييم هذه الصدمة الانتخابية الكارثية، غير أنهم كانوا ضحايا استعمال السلطة والمال والإعلام المأجور و .. و .. و

نظن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن أحلام هؤلاء وصلت إلى السقف الزمني الذي لا يمكن أن يستمر .. وعليهم استخلاص الدروس إن كانوا يريدون الاستمرار في المشهد السياسي والحزبي الوطني

نحن في إعلامنا كنقابة مستقلة للصحافيين المغاربة، لا نتشفى ولا نتهم من فراغ  .. ولن نكون بوقا لأي أحد، سوى للوطن والمواطنين والدولة، التي نترقب تغيرها نحو الأفضل في جميع المجالات على غرار باقي الدول المتطورة في العالم .. وليعلم صقور التحالف الجديد قبل غيرهم، أن في الوطن المغاربة الذين جبلوا على حب الوطن والاستعداد للدفاع عنه حتى في أوقات الشدة، التي يعانون منها .. وأنه من المستحيل التفرج والجلوس بدون مواجهة من يريدون إحراق ما تبقى من براعم الأمل والتمكن من الدولة والمجتمع، والحكم حتى يوم القيامة كما كان يعتقد “البيجديون” من قبل

إننا في الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نسوق لما يجب أن يكون عليه تعاطي الأغلبية الجديدة بقيادة حزب التجمع الوطني للأحرار، التي اختارت التوجه الليبرالي الديمقراطي الاجتماعي، التي عليها أن تبادر إلى تصحيح أداء الحكومة السابقة .. ولنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، العودة إلى الموضوع تبعا للتحولات القادمة التي تقتضي الوضوح من الذين نجحوا وأصبحوا مسؤولين عن تدبير الشأن الحكومي اليوم  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق