أخبارنافذة على الثقافة و الفن

هل من التفاتة قبل أن يسكت هذا الصوت الجميل إلى الأبد ..؟

إعداد – ميمون بوركبة

ولد محمد المازيغي  الفنان الشاعر الأمازيغي بمنطقة بوشاون، التابعة ترابيا لدائرة تالسينت إقليم فجيج التي تنتمي لقبيلة ايت سغروشن بالجنوب الشرقي .. هو رمز من رموز الفن الأمازيغي، لايقل شئناً عن الفنانين الكبار، أمثال المرحوم  محمد  رويشة  و  موحا اولحسين اشيبان   … إلخ ، بدأ محمد المازيغي مشواره الفني منذ صغره في عمر لم يتجاوز منتصف عقده الثاني (14 سنة)، وكان ينتمي لعائلة بسيطة صديقة للطبيعة، ربها راع غنم، حيث تربى في بيئة هادئة كانت حافلة بالنسبة للمازيغي .. كان يشارك إلى جانب أبيه  في المناسبات والحفلات ويحفظ تلك القصائد التي تحكي عن الأساطير والقصص المستمدة من عمق الثقافة الأمازيغية

يبدع محمد المازيغي باللسان الشغروشني الامازيغي، ويتقن فن احيدوس ” حركات بودار ” المايسترو بلباسه الحربي الجميل، كما ينظم الشعر المعروف ” تمشادين “و ” تمديازت”و ” إزلان”   أي القصائد و المقاطع التي يغني بها لكل ماهو إنساني واجتماعي وللحب .. وللمرأة والوطن. كما يبدع ايضا باللسان العربي، حيث اولى أغانيه سنة 1992 ايام المسجلة و”الكاسيطة” كانت هذه اللحظة فارقة في حياته باعتبارها صدفة بداية حياة فنية كبيرة أعطت الكثير للفن الامازيغي والعربي. .. ولكن، وللأسف الشديد، لم تجد احضانا داعمة، مثلها مثل فنانين آخرين في الفن الامازيغي الذين عاشو الاقصاء والتهميش

الجدير بالذكر، ان قصائد وأغاني المازيغي لاقت نجاحا ساحقا، فصالت وجالت انحاء العالم، خاصة العالم العربي .. شارك الفنان المازيغي في عدة مناسبات و مهرجانات محلية، وجهوية و وطنية، كما حضر ضيفا على القناة الوطنية للإذاعة و التلفزة، له اعمال كثيرة مسجلة ومحفوظة

المازيغي بإختصار طابع فني، ثرات المنطقة يعرفه الصغير قبل الكبير، محبوب من لدن الجميع .. مبدع وفيلسوف بعقل متفتح .. محترف للفن لما يزيد عن ثلاثين سنة من الإجهاد والعطاء للفن والوطن .

نتمنى من الغيورين على الثقافة الامازيغية، في شخص الوزارة الوصية .. المعهد الملكي للثقافة الامازيغية، ومن مؤسسات محلية واقليمية وجهوية رد الاعتبار للفنان المازيغي،  ومد العون في أقرب وقت والعمل على حفظ  كل قصائده التي تتعرض للنسيان و التهميش يوم بعد اخر، وكذلك العمل على توفير حياة أفضل والعيش الكريم  الذي يستحقه و كل باقي الفنانين المنسيين قبل ان يسكت هذا الصوت الجميل إلى الأبد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق