
عَلِّي رَايْتَكْ يَا مَغْرِبِي تصدح في أرجاء العاصمة التونسية

* عبد العظيم هريرة
في أجواء احتفالية نابضة بالفن والأخوة المغربية التونسية، احتضنت قاعة العروض بالحي الأولمبي بالعاصمة التونسية أمسية فنية مميزة توشّحت بالألوان المغربية والتونسية، بمناسبة الاحتفاء بالذكرى الخمسين لعيد المسيرة الخضراء والذكرى السبعين لعيد الاستقلال
نظمت هذا الحفل كل من النقابة المهنية المغربية لمبدعي الأغنية، بشراكة مع جمعية الصداقة للجالية المغربية بتونس، بحضور عدد من الفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي والمجتمع المدني والجالية المغربية المقيمة بتونس وعدد من الضيوف من مختلف الأقطار المغاربية والعربية
شكلت الأغنية المغربية الجديدة “عَلِّي رَايْتَكْ يَا مَغْرِبِي” من كلمات الشاعر الغنائي سعيد ودغيري حسني، وألحان وأداء الفنان قطب عبدو، أحد أبرز لحظات الحفل، حيث دوى صداها في القاعة وسط تفاعل الجمهور الذي تجاوب مع نفسها الوطني وإيقاعها الملهم. وقد جاءت هذه اللحظة لتجسد عمق الرمزية الوطنية وارتباطها بذاكرة المسيرة والوحدة
تعاقب على منصة الحفل ثلة من الفنانين الذين منحوا للأمسية طابعها الاحتفالي المتنوع، حيث شارك الفنان المغربي أمين العاصمي بباقة من الأغاني الوطنية والعربية التي لاقت إعجاب الحاضرين، فيما أضفت الفنانة التونسية المتألقة أميرة عامر لمستها الخاصة عبر أداء راقٍ يعكس جودة المشهد الفني التونسي .. خصوصا، عندما انضمت في دويتو رائع مع الفنان المغربي أمين العاصمي، كما قدم الفنان هشام النقاطي لوحات غنائية مغربية وتونسية أطربت الجمهور، ناهيك عن الفنانة زهور الشعري التي أضافت إلى السهرة مزيدا من التوهج والدفء، إلى جانب حضور مميز لمجموعة أنصار السلام التي قدمت اللون الغيواني بروحه المغربية الأصيلة
لم يخل الحفل من البعد الشعري، إذ ألقى الشاعر التونسي لسعد شبشوب ومضات تحتفي بالعلاقات الأخوية التي تجمع البلدين، لتعزز البعد الثقافي لهذا اللقاء الفني .. رافق ذلك أداء موسيقي احترافي قدمته الفرقة الموسيقية التونسية بقيادة المايسترو قيس السهيلي، الذي أحسن توحيد الإيقاعات والرؤى بين الفنانين المشاركين
يأتي هذا الحفل ليؤكد من جديد أن الفن يظل من أقوى الجسور التي تربط بين الشعبين المغربي والتونسي، وأن الاحتفال بالمناسبات الوطنية المشتركة يشكل فرصة لترسيخ قيم المحبة والتعاون وتبادل الإبداع، كما يعكس هذا الحدث حرص النقابة المهنية المغربية لمبدعي الأغنية على تعزيز حضور الأغنية المغربية في الفضاء المغاربي، وتثمين أدوار الجالية المغربية بتونس في صون الروابط الثقافية والوجدانية بين البلدين

بقي الإشارة إلى دور مندوب فرع النقابة بتونس الأستاذ مصطفي الرحالي الذي قدم الحفل باقتدار
اختتمت الأمسية تحت تصفيقات وانبهار الجمهور، الذي حج إلى الحفل بكثافة رغم قساوة الطقس، حيث أشاد بالتنظيم المتقن وجودة العروض، مؤكدا أن مثل هذه المبادرات الفنية تسهم في تعزيز الدبلوماسية الثقافية وتوثيق أواصر الأخوة المغاربية في أبهى صورها
* عضو المكتب التنفيذي للنقابة المهنية المغربية لمبدعي الأغنية
تونس – 22 نونبر 2025




