للمستقلة رأي

مدير أخبار اليوم وشروط نجاح حزب رفاق الراحل الزايدي

لأول مرة في تاريخ العمل الحزبي في المغرب، يُقْدِمُ مدير جريدة على عرض مشروع “الحزب الاشتراكي الديمقراطي” الذي سيؤسسه رفاق البرلماني الراحل احمد الزايدي رحمة اللـه عليه قريبا، بعد أن رحلوا عن الاتحاد الاشتراكي، وبدون أن يكون مناضلا إتحاديا أو مشاركا في اللجنة التحضيرية، ولا متوفرا على الحق في الإفتاء في المشروع الحزبي الاتحادي الجديد .. سمح مدير جريدة “أخبار اليوم” لنفسه في افتتاحية جريدته ليوم 24 فبراير المنصرم، تحت عنوان “يستطيعون” ليهلل للحزب الجديد الذي سيؤثث المشهد الحزبي الوطني، وليطرح شروطه الثلاثة عن هوية مرحلية الحزب وعلاقته بباقي أحزاب العائلة اليسارية والاشتراكية، والطريق النضالي الذي سيشتغل عليه.
من الطبيعي أن يقول توفيق بوعشرين في افتتاحيته الصباحية ما يشاء، لكن أن يتحدث ك. خبير في العمل الحزبي ويطرح “خردة” مبادئ انتهت صلاحياتها ومفعولها، لايمكن للاتحاديين أن يؤمنوا بها، هو ما يثير الجدل في تفكير مدير الجريدة، الذي ألف الرقص في كل الموضوعات حتى التي لم يكن في يوم من الأيام قد تعلم فيها الدروس الأولى في العمل الحزبي، وليت الأمر توقف عند تقديم الإرشادات للاتحاديين، بل إنه طالبهم بأن يخلصوا المغاربة من المعوقات التي تحول دون تطور العمل الحزبي والسياسي في المغرب، الذي لم يعد صالحا لتكريس ثقة المغاربة في استمرار الكثير من أحزابه، فبالأحرى التي لا تستطيع ذلك، سواء كانت من اليمين أو اليسار، والتي عجزت حتى عن ضمان استقرارها الداخلي، وفي نظرنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، هذه مغامرة محفوفة بالمخاطر، بالنسبة لصحفي لا يخجل من حشر نفسه في شأن حزبي لا يزال موضوعا للنقاش بين المناضلين، الذين سيعلنون عنه في محطة المؤتمر التأسيسي، ولن يكتمل إلا في محطة المؤتمر الوطني الأول، وهو ما يعني أن مدير “أخبار اليوم” يتحدث عن مولود لا يزال يعيش صراع الوجود في بطن الحزب الذي لم يولد بعد .. وبالتالي، يكون صاحب الافتتاحية قد حشر نفسه فيما لايعنيه.
ختاما، نهمس في أذن زميلنا، مدير نشر “أخبار اليوم” من أن أهل مكة أدرى بشعابها، ولو كنت من رفاق المرحوم احمد الزايدي رحمه اللـه وإتحادي فعلا، فإن ما يمكن أن تقدمه للعائلة الاتحادية في موضوع تأسيس الحزب، هو فتح الحوار مع مناضليه الذين يمتلكون الرؤيا المستقبلية التي سيكون عليها الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والبرنامج النضالي الذي يسهر على تنفيذه بعد الإعلان عن شرعية ميلاده، وبذلك تكون هناك مصداقية لما جاء في افتتاحيتك الصباحية: ” تستطيعون ”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق