تقرير لجنة التقصي والتحقيق
بخصوص رصد اختلالات شركة المناولة (casa technique)
المكلفة بجمع النفايات بمدينة سيدي يحيى الغرب

توطئة :
توصل المركز المغربي لحقوق الإنسان – فرع سيدي يحيى بطلب دعم ومؤازرة من قبل جمعية العهد الجديد للتنمية والتضامن والحفاظ على التراث الشعبي بسيدي يحيى الغرب، حول الخروقات التي تم ضبط عمال شركة المناولة (Casa technique)، التي فازت بصفقة جمع النفايات المنزلية، متلبسون بممارستها، والتي تنطوي على نهب للمال العام.
وعلى ضوء ما توصل به من معطيات أولية، قرر فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان بسيدي يحيى الغرب، تشكيل لجنة مشتركة للتقصي والتحقيق، بين ممثلين عن المركز، وممثلين عن جمعية العهد الجديد للتنمية والتضامن والحفاظ على التراث الشعبي بسيدي يحيى الغرب، حيث عمدت لجنة التقصي والتحقيق على التدقيق في المعلومات، والوقوف على التجاوزات بشكل مباشر.

مجريات التقصي والتحقيق :
نظرا لما تكتسيه الخروقات المسجلة من خطورة، عمدت لجنة التقصي والتحقيق إلى توثيق الممارسات التي تم رصدها بالصوت والصورة، حيث تم تسجيل عينة من حالات تلبس، كما ثم تسجيل تصريحات لمواطنين يؤكدون الواقعة، بعدما تم ضبط عمال الشركة يقومون بما يقومون به، وبطريقة متكررة ومستمرة.

نتائج التحقيق :
نظرا لكون فوترة أشغال شركة المناولة (Casa Technique) لجمع النفايات تعتمد على كم الأزبال الذي تجمعه الشركة في الحاويات، فإنها تعمد إلى ملء تلك الحاويات بالحجارة الثقيلة وبالرمال، ويكرر عمال الشركة هذه العملية كل مرة من أجل تسجيل وزن الحاويات، ولعل الفيديو المرفق يؤكد هذه الخروقات.
كما أن الحاويات متواجدة بعيدة عن السكان بحوالي كيلومتر (واحدة أمام المصلى وأخرى بدوار الرحاونة) ، حيث قليلا ما تلجأ شاحنات الشركة على جمع النفايات من أمام منازل السكان، مما يجعل مهمة جمع النفايات المنزلية في مهب الريح، مقابل إقدام الشركة على استعمال الأحجار الثقيلة والرمال للنفخ في فاتورة الأداء.
يؤكد أحد العمال، الذي أصر على إخفاء اسمه، حفاظا على مصدر رزقه، بأن مسؤولي البلدية على اطلاع بهذه الممارسات، دون أن يحركوا ساكنا.
كما أن شركة المناولة تستعمل مستودع المجلس البلدي لسيدي يحيى الغرب، كمقر للشركة، دون أن يكون ذلك متضمنا في دفتر التحملات.
وقد تساءلت مواطنة كيف لعمال شركة جمع النفايات، يجمعون الرمال والأحجار، ويتركون الأزبال، تخرج منها روائح كريهة، وما سر هذا التصرف غير القانوني، علما أن مسؤولو السلطات المحلية على اطلاع بهذه الممارسات، دون أن يحركوا ساكنا.
من جهة أخرى، أكد عدد من العمال بأن معيار الانتقاء للاشتغال في جمع النفايات داخل شركة المناولة تشوبه الكثير من الاختلالات، حيث أكد الكثير منهم بأن الآمر الناهي في التشغيل داخل الشركة هو رئيس المجلس البلدي، مما يحتمل معه ممارسة استمالة الناخبين، وتشغيل المقربين، على حساب العاطلين الكثر في المدينة.

خلاصات التقرير :
تأكدت لجنة التقصي والتحقيق من أن شركة المناولة (casa technique) تمارس أسلوبا تدليسيا ينطوي على غش خطير، يرقى إلى جريمة نهب المال العام.

التوصيات العامة :
بناء على ما توصلت إليه اللجنة المشتركة لتقصي والتحقيق في ممارسات شركة المناولة (casa technique) لجمع النفايات بمدينة سيدي يحيى الغرب، يطالب المركز المغربي لحقوق الإنسان من السلطات ما يلي :
• التحقيق حول أسلوب النفخ في فواتير جمع النفايات عن طريق الاستعانة بالأحجار والرمال، وترك أزبال المواطنين أمام منازلهم لأيام، حيث أكد مصدر مطلع للمركز بأن مخصصات جمع النفايات بالنسبة لمجلس بلدية سيدي يحيى الغرب تعد بملايين الدراهم.
• مراجعة فواتير شركة المناولة منذ ثلاث أشهر مضت، أي منذ بداية عملها للتحقق من مدى مصداقية الأوزان المصرح بها.
• مراجعة صفقات شركة المناولة (casa technique) مشابهة، على اعتبار أن الزيادة في وزن الأزبال بطريقة مغشوشة من المحتمل أن تكون معممة على باقي الصفقات، المبرمة مع عدد من المجالس، التي ظفرت بصفقات جمع النفايات بها، عبر التراب الوطني.
• التحقيق في ممارسات المجلس البلدي لمدينة سيدي يحيى الغرب بخصوص صفقات التدبير المفوض، واحتمال تواطئه إزاء ممارسات شركة المناولة، واتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية وإدارية، من أجل تصحيح الوضع ووضع حد لاستنزاف المال العام دون وجه حق.
وحرر بسيدي يحيى الغرب بتاريخ 16 مارس 2015
توقيع ممثلي الجمعيتين، المشكلتين للجنة التقصي والتحقيق حول خروقات شركة المناولة لجمع النفايات بسيدي يحيى الغرب :
المركز المغربي لحقوق الإنسان (منظمة ديمقراطية مستقلة)
جمعية العهد الجديد للتنمية والتضامن والحفاظ على التراث الشعبي بسيدي يحيى الغرب
تمت المصادقة على التقرير من قبل المكتب التنفيذي للمركز المغربي لحقوق الإنسان (م.د.م) بتاريخ 15 مارس 2015