منذ سنوات ظهر في بريطانيا كتاب باللغة الانجليزية تحت عنوان ” السخرية السياسية العربية ” أراد من خلاله صاحبه أن يبين للغربيين أن العرب ضاحكون باسمون لا تعلو وجوههم الكآبة إلا نادرا .. ولو قدر لهذا الكاتب المقيم في بريطانيا أن يزور المغرب وتدعوه الضرورة ليلج إحدى إداراتنا العمومية الموقرة لما أقدم على تأليف كتابه، ولخرج يشاطر الغرب رأيهم في أن العرب أمة عبس وقلق .. ذلك، أن بعض رجال السلطة ببلادنا – عفا عنهم اللـه – لا يكاد يراهم المرء إلا وهم مقطبو الجبين متجهمو الوجه، يلازمهم العبس أينما حلوا وارتحلوا .. في نظرهم أن صاحب الوجه العابس ترتعد منه الفرائص.
مسؤولونا الأجلاء .. ليكن في علمكم الكريم أن البسمة دليل على رفعة الأخلاق وسموها، وبرهان على الذكاء والثقة في النفس .. بل، إن الابتسام والضحك هو ما يميز الميت عن الحي، وهو كذلك أهم ما يميز الإنسان عن الحيوان، فالإنسان بطبعه حيوان ضاحك كما يقال ..
ولعلمكم أنه منذ سنوات كشف الطب النفسي عن حقيقة تفيد أن الابتسامة تقوي عضلات الوجه كلها، والوجه المبتسم تعلو عليه ملامح الشباب، بينما العبوس تظهر عليه أعراض الشيخوخة مبكرا.
اضحكوا من قلوبكم أيها المسؤولون الأعزاء جزاكم اللـه خيرا، فالابتسامة لا تكلفكم شيئا، ولكنها تعني الكثير بالنسبة للآخرين، بحيث أنها تقربكم من قلوبهم والفاهم يفهم.
فاضحكوا، لأننا لا نرضى لكم أن تحملوا وجوهكم ما لا تطيق .. ولا تجعلونا نتفادى اللقاء بكم وأنتم قلقون، اضحكوا تضحك الدنيا معكم، واعلموا (حفظكم اللـه) أن هـم الدنيا غادي يبقى فيها والدوام للـه.
زر الذهاب إلى الأعلى
