أخبارمتفرقات

ما الفرق بين أن تكون ضحية للإرهاب، و بين أن تكون ضحية للفقر و الجوع..؟

عجوز تاونات

عبد اللـه عزوزي

هذه الصورة لعجوز من دوار عين بوشريك، تدعى الحدادية، تعيش وحيدة، في بيت خالي من الحياة، تعتمد على بعض الالتفاتات الناذرة لبعض الجيران .. لكنها حاليا تعيش ظروفا قاسية، عنوانها الجوع والبرد والعطش في ظل انشغال أهل القرية بالأشغال الفلاحية، إذ يغادرون بيوتهم باكرا، ولا يعودون إليها إلا بعد غروب الشمش، وهي اللحظة التي تكون فيها هذه الأرملة المسكينة قد أغلقت باب كوخها و استسلمت لعالم الظلام .. فأين القائمين على شؤون المسنين والفقراء و قيم التآزر ..؟

وأجزم أن قرانا وأريافنا بتاونات فيها ما يكفي من مثل هكذا حالات لشيوخ، رجالا و نساء، وهن عظمهم واشتد ضعفهم، وقلت حيلتهم، لا يقدرون على اجتياز عتبة بيوتهم الطينية، فبالأحرى أن يقصدوا أبواب المساجد وممرات الأسواق وأرصفة المحطات الطرقية، وركوب القطارات من أجل التسول والاحتيال، كما يصنع بعض المغاربة.

فما محل هؤلاء من الإعراب في مجلد ملايين اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ..؟
هذه دعوة للتضامن مع الأحياء قبل الأموات .. مع القلوب التي لا زالت تدق .. و مع الأمعاء التي لا زالت تحترق من شدة الجوع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق