كلمة النقابة

هذا هو موقف النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة من مدونة الصحافة والنشر (1)

حينما ترتفع اليوم الأصوات الرافضة لمدونة الصحافة والنشر المقدمة للبرلمان، فإن هذا يعزز مصداقية مواقف النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة في تعاطيها مع المدونة من خلال الخلاصات التي توصلت إليها ودونتها في المذكرة التفسيرية التي قدمتها لوزارة الاتصال لما طلبتها منها .. وإن تحركت فيدرالية الناشرين بعد إقدام الوزارة على وضع المدونة أمام البرلمان، فإن ذلك لا يعنيها، إذ كانت مشاركة في اللجنة العلمية التي صاغتها إلى جانب كل الأطراف المقربة، واليوم تحاول التظاهر بالدفاع عن المهنيين في القضايا المرفوعة ضدهم في المحاكم لتلميع صورتها وتبرئة ذمتها مما يحاك للفاعلين في المجال الصحفي والإعلامي.

نحن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نعرف المسرحية التي تحاول الأطراف المعنية تجسيدها في الهواء الطلق لتبرئة ذمتها من الانزلاقات التي وقعت فيها خلال مراحل صياغة هذه القوانين في اللجنة العلمية التي ترأسها آنذاك الراحل العربي المساري، وأن مساهمتها في الصياغة لمدونة الصحافة والنشر في غياب المشاركة الحقيقية للمهنيين الذين كانوا سيعرفون المخاطر التي تحاول الأطراف المشاركة في صياغتها التملص من المسؤولية المباشرة في المخاطر المنتظرة من تطبيقاتها، والتي اتضح أنها كانت ضد مصالح المهنيين عامة، وهذا ما لا يريده ويتطلع إليه كل من يرغب في تطور المشهد الصحافي والإعلامي الوطني.

حتى لا يعترض من لا يزال يعتقد أنه مهيمن على المشهد الصحفي والنقابي الوطني، أن النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة تستغل سبقها النضالي في المواقف المسؤولة اتجاه مدونة الصحافة والنشر، فإن النقابة لم يتجاوز ردها التنبيه إلى المخاطر المحتملة من تمرير المدونة، وإلى ضرورة مشاركة القاعدة العريضة من الفاعلين في إبداء رأيها ومقترحاتها في كل جوانب المدونة، بدل هؤلاء الذين يحاولون استغلال الحدث و تبرير مواقفهم الانهزامية والانتهازية من الأخطاء التي وقعوا فيها.

بإمكان جميع منخرطي النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، الشعور بالثقة في الاختيارات والمبادرات التي تقدم عليها نقابتهم التي لا زالت متمسكة بمرجعيتها القانونية وبالمشروع النقابي الكفيل بالاستجابة لمطالب وتطلعات الفاعلين، بعيدا عن فبركة وشرعنة الأوهام والمطالب الوردية، وإن قلنا اليوم أن النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أحسنت في رؤياها النقدية اتجاه مدونة الصحافة والنشر، فهذا يؤكد قوة ونضج التعاطي مع قضايا ومشاكل المشهد الصحفي والإعلامي وما يقتضيه من تبصر وإدراك ووعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق