أحزاب و نقاباتأخبار

المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم بتاونات والمقاربة النضالية “لنخرجنكم من تنظيمنا أو لتعودن في ملتنا”

تاونات

** علي أكليد

تأسست الجامعة الوطنية لموظفي التعليم، المنضوية تحت لواء الإتحاد الوطني للشغل بالمغرب، على أسس وقوانين تنظيمية متينة، شكلت مبادئ تعلو فوق اعتبارات الزمن والمكان النقابي، على يد ثلة من المناضلين الصادقين الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل أن تحتل هذه المنظمة مكانة متميزة في المشهد النقابي المغربي، فالتحقت بها أفواج من المناضلين، من كل قرية ومدينة بالمغرب، يدعمون هذه التجربة الإصلاحية إيمانا بمبادئها وثقة في قيادتها التي خاضوا إلى جنبها محطات نضالية كبيرة وحاسمة أعادت للعمل النقابي مصداقيته ومعه كرامة نساء ورجال التعليم فحصنت المكتسبات وقدمت وعودا بربح مزيد من الرهانات.
لكن، ليس دائما تجري الرياح بما تشتهيه السفن النقابية؛ إذ سرعان ما تغلغل لتنظيمنا النقابي وصوليون ومتسللون، خبروا التسلل و أفلحوا فيه، حتى ذهب بهم بعيدا .. “مناضلون” تجوز في حقهم روح الآية الكريمة “فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات”؛ متفرغين أشباح أساؤوا لمبادئ النقابة وخطها الرسالي، فداسوا على المقررات التنظيمية وعضوا على كراسيهم بالنواجذ لا يرضون عنها بديلا يقدمون من أجلها كل التنازلات لا تهمهم المبادئ ولا المساطر ولا المقررات ولا عدد المناضلين ونوعيتهم.
نتيجة ما انتهى إليه الوضع النقابي داخل الجامعة الوطنية لموظفي التعليم يكتبها التاريخ حاليا بكل حسرة وأسى .. لقد تركت أسرة التربية والتكوين كالغنم القاصية لقمة سائغة في فم الوزارة والمقاربة الرأسمالية والسوق الحرة، فتعرضت للإساءة الممنهَجة والإهانة المنظمة، وتحولت إلى مشجب تعلق عليه الجهات المسؤولة عطبَ المنظومة التربوية واختلالاتها، هذه الجهات، وفي تآمر مع شركائها، ألغت اللجن الجهوية والإقليمية، في عودة مكشوفة إلى منطق التحكم من خلال السعي إلى احتكار القرار وتهميش النقابات والإجهاز على المكتسبات؛ فأصبح رجل التعليم لا قدرة له على الاحتجاج والنضال في غياب مظلة نقابية مسؤولة، بل تواطؤ الإدارة والنقابة عليه، فلا بأس من تشتيت شمله بمذكرات الفائض والخصاص ولا بأس أن يكتظ قسمه بتلاميذ أجبرت عتبة الوزارة انتقالهم إلى درجة أعلى من مستواهم يدرسهم في آن واحد ومكان واحد وأستاذ واحد مناهج ومواد مختلفة فيما يسمى بمهزلة الأقسام المشتركة أو مايعرف “بالسمطة”. ولابأس أن ينشغل عن معاناته وزير بهاتفه النقال، ولا بأس من تسليط تلاميذ “مشرملين” وآباء و إعلام مأجور يتهمونه بكثرة الغياب و بقلة الدراية والتكوين. ولا بأس أن يحتفظ به قسرا في مثل هذه الظروف بعد أن وهن عظمه واشتعل شيبا رأسه. ولابأس من تهديده بتمديد سن تقاعده ليلفظ كل ما تبقى لدية من أعصاب وصحة، بل أنفاس ليستفيد من حركة انتقالية إلى العلاج في مستشفيات الأمراض المستعصية والخطيرة، أو إلى مثواه الأخير. فلم نعد نسمع التعويضات عن العالم القروي ولم نعد نسمع نظام أساسي عادل ومنصف ولم نعد نسمع أن كرامة نساء ورجال التعليم تعتبر خطا أحمرا.
وبسبب هذه الوضعية المزرية للعمل النقابي، واستعدادا للمؤتمرات التي تلوح في الأفق القريب، وخوفا من سقوط الأصنام والآلهة، وضياع التفرغات النقابية، والكراسي .. والمناصب، وخوفا من محاسبتهم ديموقراطيا ومؤسساتيا رفع بعض الأعضاء بالجامعة الوطنية لموظفي التعليم شعار:” لنخرجنكم من تنظيمنا أو لتعودن في ملتنا”. وبعملية استباقية ممنهجة يتم تصفية المناضلين ومنعهم من الوصول لهذه المؤتمرات خوفا من كشف حقائقهم التي ستكون سببا في تطهير المنظمة منهم. وحسب تصريح أحد المناضلين، ممن تعرضوا لهذه الجريمة النقابية، أنه سمع بأذنيه كاتبا جهويا في اجتماع مسؤول يقول بأنه أقدم على إقالة “أحد العناصر الموالين لعبد الصمد المريمي”؛ وعندما سأل عن هذا الاسم عرف أنه من المتنافسين على منصب الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب. كما توصل بعض المناضلين بخبر قرار تجميد عضويتهم لمدة سنة كاملة، وهي السنة التي ستعاد فيها هيكلة المكاتب وطنيا و جهويا و إقليميا ومحليا. بل هناك أخبار عن أن نتائج المؤتمرات محسومة سلفا. وفي عملية شبيهة بالذبيحة السرية هناك استعدادات “لمؤتمرات” ومسرحيات كتبت أحداثها ونهايتها مسبقا، و سيشارك فيها الكومابرسيون والمريدون وسدنة المعبد والخماسة، وكذلك مناضلون شرفاء اصطفوا إلى الخلف ناظرين للضباب الكثيف والتعتيم المطلق على مايجري في كواليس نقابتهم، التي انشغل “بعض قادتها” بنظم الشعر في الكراسي وهندسة التفرغات والمؤتمرات يرفعون لها شعار”تكريس الديموقراطية الداخلية” تفتتح بقوله جل وعلا: ” قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا) وتختتم بالدعاء:اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد.

** أحد أهم مؤسسي العمل النقابي و الدعوي بتاونات، و أمين مال النقابة (2011—2015 )

** توصل بقرار الفصل من الجامعة الوطنية لموظفي التعليم بتاريخ 01 دجنبر 2015.

** https://www.facebook.com/abou.hiba.94?fref=ts

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق