أحداث دوليةأخبار

باريس/ حفل تأبيني لأبو بكر سيسي

 

 

باريس – عبد الرحيم مالكي

نظّم الجامع الكبير في باريس، صباح يومه الإثنين 5 مايو 2025 مراسم وداع رسمية لتكريم روح الشاب أبو بكر سيسي، الذي قُتل في جريمة طعن بشعة داخل مسجد في لا غراند كومب بجنوب فرنسا، يوم 25 أبريل الماضي .. الحادثة التي أودت بحياة سيسي البالغ من العمر 22 عامًا أثارت موجة من الغضب والاحتجاجات من قبل المجتمع الفرنسي والدولي

توافد العديد من الشخصيات الدينية والدبلوماسية، بالإضافة إلى أفراد من الجالية المالية والمسلمة في فرنسا للمشاركة في المراسم التي نظّمت بحضور رسمي وشعبي، حيث تم تأبين الشاب الراحل قبل نقل جثمانه إلى مالي بلده الأصلي ليوارى الثرى هناك، تم التأكيد خلال الكلمات التي أُلقيت على رمزية الحادثة وخطورتها في سياق تصاعد العنف المرتبط بالكراهية الدينية والعنصرية، كما تم التأكيد على ضرورة اتخاذ خطوات جادة لمكافحة مثل هذه الجرائم التي تستهدف المسلمين في فرنسا

التحقيقات في القضية كشفت، أن الجاني وهو أوليفييه هادزوفيتش، شاب فرنسي من أصل بوسني قد قام بتصوير جريمته بنفسه، وقد بثّ المشتبه فيه تصريحات عنصرية تندرج ضمن خطابات الكراهية، حيث قال “إنه أسود سأفعلها” بعد ارتكابه الجريمة هرب إلى إيطاليا، حيث سلم نفسه للشرطة في مدينة بيستويا وتم تسليمه للسلطات الفرنسية

رغم بشاعة الحادثة، قررت النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب عدم تولي القضية .. معتبرة أن الجريمة لم تكن عملية إرهابية منظمة، بل عملاً فرديًا معزولًا .. هذا القرار أثار انتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، الذين اعتبروا أن هذا التصنيف يقلل من خطورة تصاعد الإسلاموفوبيا في البلاد

في رد فعل رسمي، عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أسفه العميق .. مؤكدًا أن “العنصرية والكراهية الدينية لا مكان لهما في فرنسا”، من جانبه أدان رئيس الوزراء فرانسوا بايرو الجريمة واصفًا إياها بأنها “عمل إجرامي لا يمكن تبريره ويستهدف المسلمين بناءً على معتقداتهم الدينية”

تستمر الجريمة في إثارة جدل واسع حول كيفية التعامل مع خطاب الكراهية والعنف الديني في فرنسا وسط دعوات متزايدة، من قبل الجمعيات الحقوقية والإسلامية لضرورة تشديد الإجراءات القانونية لمواجهة هذه الأنماط من العنف وحماية دور العبادة من أي تهديدات

تبقى هذه الحادثة ناقوس خطر جديد في وجه السلطات الفرنسية، داعية إلى اتخاذ خطوات ملموسة لمكافحة الكراهية بكل أشكالها وضمان حماية أوسع للمواطنين المسلمين، وضمان احترام حقوقهم في المجتمع الفرنسي .. الجريمة المروعة تطرح تساؤلات هامة حول كيفية تعامل السلطات مع الجرائم المرتكبة على أساس ديني أو عرقي، وتسلط الضوء على ضرورة وجود استراتيجيات أكثر فعالية لحماية قيم المساواة والعدالة في الجمهورية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق